أكدت دراسة حديثة أن العلاج النفسي عبر شبكة الإنترنت يمكن أن يكون فاعلاً ومؤثراً في المريض أكثر من العلاج المباشر بين المريض والمعالج النفسي.
وأشار باحثون بريطانيون إلى أن الإنترنت يمكن أن يلعب دوراً مهماً في علاج المرضى النفسيين، خصوصاً لدى أولئك الذين لا يتمكنون من الذهاب للطبيب.
وقد أرجعت الدراسة هذه النتيجة إلى الحرية التي يتمتع بها المريض في الحديث عما يدور في صدره بشكل أكبر من تلك التي يملكها إذا ما واجه الطبيب وجهاً لوجه.
وتم في الدراسة تقسيم المشاركين إلى قسمين: الأول يتلقى العلاج عبر الإنترنت، فيما يتلقي القسم الآخر علاجه بالطريقة التقليدية المعروفة بما في ذلك وضع المريض على قوائم الانتظار لرؤية الطبيب.
وبينت النتائج أن 38 % من أصل 113 شخصاً خضعوا للعلاج عبر الإنترنت قد شفوا تماماً من الاكتئاب مقابل 24% ممن تلقوا علاجهم بشكل طبيعي، وبعد تمديد فترة العلاج تمكن 48 % ممن تلقوا العلاج عبر الإنترنت من الشفاء، فيما وصلت نسبة الذين شفوا من المجموعة الثانية 26 % فقط.
ويؤكد الدكتور ديفيد كيسلر من جامعة بريستول البريطانية، أن الكتابة تعطي الناس الوقت للتوقف والتأمل، وهذا قد يساعد في العملية العلاجية.
الإنترنت طبيبك الخاص
وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة الاستخدام الطبي للإنترنت حيث ظهرت العديد من المواقع المتخصصة فى بعض الأمراض المنتشرة على مستوى العالم، ومؤخراً تم إطلاق موقعًا إلكترونيًا بغرض معاونة الأطباء فى علاج نحو ربع مليون حالة كسر فى العام الواحد، نتيجة لمرض هشاشة العظام، ومن ثم يبقى على حياة الآلاف الذين يعانون من أمراض العظام.
ويرى البعض أن هذا الموقع قد يضع حداً على فرض السلطات الطبية الرسمية تقييدًا غير عادل للوصول إلى العقاقير الملائمة لعلاج هؤلاء المرضى، التى بإمكانها أن تحول دون الألم، والعجز، وتفاقم الوضع بما يفضى إلى الموت.
وكان أربعون خبيرًا قد راجعوا مسودة تقييد العلاج فى إطار علاج الدولة، غير أنه يجرى حاليًا تجربة العلاج باستخدام موقع الإنترنت المشار إليه فى تشخيص المرض وعلاجه، والتعرف بدقة على هذه الأمراض التى يعانى منها ثلاثة ملايين شخص فى بريطانيا والتى تتركز على حالات ضعف العظام.
وأصبح الإنترنت طبيباً خاصاً للمرضي حيث كشف باحثون أن موقعاً على الشبكة يقدم تشخيصًا إلكترونيا للسعال المزمن، واعتبروا أن هذا النموذج قد يطبق بعد فترة من الوقت على مجموعة من الأمراض الأخرى.
وأكد باحثو مستشفى كاسل هيل في كوتنجهام البريطانية أثناء عرضهم نتائج أبحاثهم الأولى في المؤتمر السنوي لمجموعة العلوم الرئوية الأوروبية في برلين أن المشروع لا يرمي إلى استبدال الأطباء المعالجين بل إلى مساعدة المرضى والأطباء على وضع أساس للحوار.
وسبق أن استعان أكثر من 8500 شخص يعانون من سعال مزمن بموقع “كوف كلينيك” على الإنترنت، وهذا النوع من السعال يعرف رسميا على أنه سعال يستمر أكثر من ثمانية أسابيع.
ويطلب من المرضى ملء استطلاع موحد من ثلاث صفحات عبر الإنترنت، ثم بعد ذلك يستخدم خادم معادلة ترجيحية لحساب التشخيص الأكثر احتمالاً، قبل توجيه رسالة إلكترونية إلى المريض تنقل التوصيات، ويفترض بالمريض أن يعرض هذه الرسالة على طبيبه.
المصدر :محيط