في الحكايات والحكاوي والقصص والأقاصيص والأمثال والأمثلة دروس وعبر تستحق أن نتأملها لنتمثلها، نأخذ منها الجميل ونستطلع المستقبل، وقد حوى الكتاب الكريم “القرآن” بين دفتيه عشرات القصص والأمثال دلالة على أهميتها في إبلاغ الرسالة، ” نَحْنُ نَقُصُّ عَليَْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ”، ” وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ”، وعلى سبيل المثال ورد في محكم التنزيل قصص أصحاب الكهف، وأصحاب السبت، وذو القرنين، ويأجوج ومأجوج، وهابيل وقابيل، وقصة ماشطة بنت فرعون، وبقرة بني اسرائيل، الى آخر القصص والأمثال القرآنية، كما يحتشد التراث السوداني بكم هائل منها، ومن هنا يجيء اهتمامنا بإيراد القصص والأمثلة والأمثال والملح والنكت والطرائف واللطائف لنتوسل بها إلى المعنى الذي نريده من جهة، ولمحاولة التلطيف على القارئ والتخفيف عليه من ثقالات الثقلاء، ومن ثقل الواقع من جهة أخرى، وقد عنّت لنا اليوم حكاية السائس والحصان والخروف، حين هممنا بالتعليق على النزاع القضائي الجاري حالياً بين الإمام الصادق المهدي إمام الأنصار وزعيم حزب الأمة وجهاز الأمن الذي شكاه إلى نيابة أمن الدولة على حديثه الذي إتهم فيه قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرق لقرى واغتصاب لنساء ونهب لممتلكات مواطنين مما اعتبره الجهاز أخباراً كاذبة تخل بالسلام العام وتشين سمعة هذه القوات التابعة له… والحكاية تقول إن طبيباً بيطرياً بعد أن استنفد كل مراحل علاجه للحصان العجوز المريض، قال لسائس الحصان اقتله إذا لم يتعافَ وينهض على رجليه خلال ثلاثة أيام، الخروف الذي كان يرابط في مربطه قريباً من المكان الذي دار فيه الحديث سمع كل شيء وسارع لنصح الحصان بأن انهض، والحصان لا يستجيب، وكرر الخروف نصيحته في اليوم التالي أن انهض بسرعة، والحصان لا يستطيع، وفي اليوم الثالث صرخ فيه محذراً إن لم تنهض سيقتلونك اليوم، فتحامل الحصان على نفسه ونهض، وحين جاء السائس يستطلع خبر الحصان ووجده واقفاً هلل وكبر وصاح في أولاده أن اقبلوا لنذبح الخروف ابتهاجاً بهذه المناسبة السعيدة…انتهت القصة وبقيت العبرة…ولكن هل يا ترى ستمضي حكاية الإمام والأمن والدعم السريع على النحو الذي مضت به حكايتنا الى نهاياتها…عني شخصياً لا أعرف مقدماً مصير القضية وما سيصار إليه، سنظل فقط على قول أهل الأمن نتابع ونفيد بما ستفصح عنه الأيام القادمة ومجريات القضية إن كانت هنالك في الأصل قضية ومحكمة وقاضي واتهام ودفاع وجلسات ومرافعات ثم حكم نهائي اما بالبراءة أو العقوبة…
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي