كثيراً ما نتصرف بنفس طريقة هذه الأم فتحدث كوارث كبيرة كان يمكن تجنبها منذ البداية.
قرأت في صحيفة الرأي العام الصادرة يوم الجمعة 27 يونيو 2008 خبراً يفيد بانفجار انبوب غاز نشادر في أحد المصانع بالخرطوم مما تسبب في ضحايا كثر.
الخبر مرّ بسهولة وانتهى أثره مع نهاية اليوم، ويشبه الكثير جداً من أخبار الكوارث المحيطة بنا، وللأسف فالتفكير العام داخل مطبخ سياستنا الإدارية أو الإدارة السياسية.. كلاهما شئ واحد.. تنتظر حدوث كوارث واضحة أو الكوارث المحرقة التي تحرق فيها النيران الناس حتى تستطيع كاميرات الفضائيات نقلها.
رغم التحقيقات الصحفية الكثيرة التي نشرت في السودان، إلا ان الخطر الذي تنبه له الصحف ومنها هذه الصحيفة التي قامت من قبل بزيارة ميدانية للمنطقة الصناعية بأم درمان وتحديداً لموقع إحدى مصانع الصابون الذي سبب ضرراً بليغاً للأحياء المحيطة، ماتزال الأوضاع السكنية والصناعية في بلادنا غير مفهومة.
مع بزوغ كل شمس صباح جديد، يخرج إلى الوجود مصنع جديد.. وهذه محمدة جيدة وممتازة لأنها تشير للتنمية.. لكن ماذا تعني التنمية بدون إنسان؟ هذه المصانع الجديدة التي تصدق عليها الدولة وهي مسجلة بوزارة الصناعة نجدها مشيدة داخل الأحياء السكنية أو بالقرب منها.
لن نتحدث عن قضايا التلوث ومخلفات المصانع التي يعتبرها أصحاب المصانع نوعاً من حديث المثقفاتية.. لكن نتساءل ببراءة ماهي مصائر البشر القريبين من هذه المصانع حال حدوث أي مكروه وانفجار أي من المواد الكيميائية كما حدث يوم الخميس الماضي بالخرطوم، أم ان ثقتنا بنسبة 100% في صحة كل الإجراءات التي تتم بالمصانع والشركات؟ هل ننام ونقول بأن نسبة الخطأ معدومة تماماً في هذه المصانع؟.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 943- 2008-06-29