لأني تعودت ان اعود في مواعيد محددة للبيت وتعودت ان اقوم ببعض الواجبات اليومية اصبح ذلك برنامج اي اخلال فيه يكون دربكة الى اخر الاسبوع ، في الاسبوع الماضي اصرت المدام …. ان تكون لنا زيارة الى اسرة معيّنة وفي ويوم محدّد ..
وانا طبيعة عملي جعلتني لا احبذ او اميل للزيارات في منتصف الاسبوع حيث العمل فترتين خلال النهار والمساء ..وكذلك كثير من الاسرة تهتم بابنائها خاصة ان كان وقت دراسة ,, وايضا هذا مرهق جدا ..ولكن بعد الالحاح والضغط وافقت واتفقنا على ان نذهب بعد ساعات عملي المسائي وان لا اضطر او اسعى لطلب اذن لذلك من العمل ،.
وكان اليوم المحدّد، وصلت البيت في مواعيدي المعتادة ، ووجدتها قد لبست ما طاب لها وتطقمت بما هو زاه من الالوان (والإكسسوار) طبعا الزمن الحالي اصبح كله (فالصو) لان الذهب بقي حلم للكثيرات ، نزلت السلم والضيق يكاد يقتلني و استغلينا العربة وانطلقنا الى وجهتنا وانا اقودها بسرعة احيانا غير مقنعة واحيانا متهورة والصمت يلفني ولا اكاد اجد مدخلا للنقاش ،وامسك لساني ايضا خوفا ان تخرج كلمة من هنا او هناك فاخرب الليلة بأكملها … والاسئلة تتشاكس في رأسي ما سبب هذه الزيارة ولم هذا الاهتمام بالمظهر في هذا اليوم بالذات ؟؟
واصلت صمتي ووصلنا الى البيت المراد زيارته ووجدت بعض الاصدقاء قد سبقوني الى هناك وهم لفيف من بعض الاسر .
ولاحظت ان البيت قد اخذ حظا من التجديد والتجميل والبوهيات ,, وشيء من زينة عقود الاضاءة .. فحدثت نفسي لابد ان يكون قد خُطبت البنت الكبرى او ان الابن الاكبر قد وجد عروسة بإقامتها ..وطبعا هذه اصبحت مطلب اساسي للشباب المغتربين و يا بخت من ظفر بواحدة منهن ليرتاح من عناء الاستقدام والجري وراء المعقبين
وقدّم لنا العصير ومن ثم شاي بالحليب مع الزلابية ، ومن ثم وزعت لنا صحان صغيرة وبكل صحن ملعقة صغيرة.. ووضع على الطاولة صحن كبير مستدير مغطي بقصدير ، وطلب منا التقدم ليغرف كل منا ما يكفيه وفتح الاناء الكبير فكان مليء بالأرز بالحليب وعليه قليل من العسل
وانا في حيرة تساؤلاتي يقترب صديقي ابو محمد وهو يضحك ضحكته التي اعرف ان ورائها امر مريب ..ويقول: لي انت برضه (عصروك وجابوك) ؟؟طبعا العصرة المعنية هذه لا يستطيع ان ينكرها أي احد من المغتربين.. فقلت وانا كلي شوق ان اعرف منه .. ايه الحاصل ؟؟ ضحك مرة اخرى حتى كاد ان يقع وسألني وكلماته تخرج من بين ضحكه ودموعه التي انهمرت حتى كاد ان يصاب بشد عضلي في وجهه..
قال: بالله انت ما عارف الحاصل قلت له والله انا جابوني على عماي وماسك (خشمي) الى ان وصلت ، قرب ومني قال لي صاحبك الخيبان دا عامل عزومة لأربعين مراته ،وبالطبع حين يقول لي صاحبك اعرف من يعني منهم واعرف انه على دراية بأمره .
ساعتها لم اعرف ما افعل أأبكي ام اضحك كصاحبي ابو محمد .. وسألت نفسي ويعتصرني الالم مرتين الاولى اننا لم نعد نعترض على الست المدام في كل ما ارادت ، والثانية اني مرهق ومن غير المنطق ان اجامل براحتي ..سالت نفسي وبحرقة ما هذا الذي نفعله نحن السودانيون
المثنى