عندما طالعت الأخبار التي أنبئت عن استقالة رئيس الوزراء الكوري بعد حادثة العبارة ومخاطبته أهل الضحايا بأسف شديد …وبعد أن اطلعت علي أنباء اقالة رئيسة اندونيسيا بل مثولها أمام المحكمة علمت حقا سر التقدم الذي تظهره شعوب دون الأخري فاحترام الآخر أكبر وسيلة يمكن أن تقدمها لغيرك سواء كنت حاكما أو محكوما …وعلي أساس ذلك تسوقني أخبار بلادي التي تظل قابعة في بئر الفساد بل والجريمة المغطاة بواقي قانوني (سواء كان تحللا أو فقه السترة ) …وما صيحات البرلمان بمجدية ان لم يكن الخطاب نابعا من قيادات تعبر عن أسفها العميق وتضرب بيد من حديد علي الفاسدين وان لم تستطع ذلك وجب عليها التنحي فالشعب الذي يزال يسمع الأخبار المجمدة للدماء والأرقام التي يصعب حتي حسابها لا يريد سوي تفسيرات (كيف ولماذا ومتي ومـن المسئول عن ذلك ) …ولا يخرج علينا أحد الا بتصريحات لا تعد (فكة ريق ) ليقفز بعدها المعلقين علي التصريح ليزداد قيمة التصريح ويكسبه شيئا من الضجيج …وعندما صرح وزير العدل بأن جهات تضغط لطي ملف الأقطان لم يسمي هذه الجهات مـن ياتري هم …بالتأكيد هم ليسو رفقاء الفجر بالنسبة للمتهمين كما هم بالنسبة للسيد الوالي ..فلسنا أمام جهة اعتيادية ..بل نافذه وذات يـد طويلة لدرجة أن تقف أمام وزارة العدل نفسها وتضغط عليها …وما كدنا نفيق من ضجيج هذه القضية حتي ظهرت فضيحة مكتب الوالي التي ليست بالقضية البسيطة التي يتم المرور والأدهي والأمر عدم تسمية المتهمين الي الآن بل من الأولي فضحهم والتشهير بهم علنا ,وما زلنا الي الآن نعاني من خط هيثرو الذي سجل كما ذكر الأستاذ الفاتح جبرا سابقة قضائية فريدة من نوعها وربما قد يريد القائمون علي الآمر الاستفادة من دخول موسوعة جينيس عبر هذه البوابة …ولا زلنا نعاني من متلازمة الفساد التي هي أخطر من متلازمة الشرق الاوسط التنفسية فتأثير المرض يكون علي المصابين أما الفساد يلامس شريحة الشعب الذي يكابد ويجابد من أجل لقمة عيش صغيرة يسد بها رمقه وكوب ماء من نهر النيل العظيم يبل بها ريقه ..ولا زلنا الي حين اللحظة نتساءل ان كانت المكاتب والمؤسسات الحكومية موبوءة بالفسادة أم ياتري الفساد هو الموبوء بلعنة المؤسسات الحكومية …وهل القانون سيأخد مجراه أم سيذهب الي (المجاري) …