*بالأمس احتفلت هنا بحزب (قفة الملاح) على أنه الحزب الأعظم والأكبر من بين كل أحزاب الحكومية والمعارضة.
وبرغم أن الحكومة قد أجرت حوارات وتفاهمات مع كل الأحزاب الأخرى، إلا أنها في المقابل حتى الآن تتجاهل حوارات وأجندات ومتطلبات حزب الجماهير هذا.
وأن ثمة علاقة قوية بين حزب الجماهير، وبين وأشرس معارضي الحكومة، ذلك المعارض الذي لم يقبل في يوم هدنة ولا وقفة، وأعني به السيد الدولار الأمريكي وهنا يكمن الخطر.
*على أن هنالك محطة فارقة أن بلغها هذا (الحزب الطوفات) سوف لن يقدر عليه أحد، أعني محطة (اللاعودة) يوم أن تختل تماماً معادلة (قفة الملاح) مع ما في جيوب حزب الجماهير التي تتآكل يومياً.
*ورأيت دائماً أن السيطرة على جموح الدولار الأمريكي وترويضه ليس مكانه وزارة المالية والبنك المركزي ولا مقارات الحزب الحاكم وندواته الباردة من ذوات الخمسة نجوم.
على أن المكان الأنسب والميدان الأرحب لتحجيم الدولار هو حواشات بلادنا المديدة وحقول أرضنا الرحيبة، وهذا ما لم نتبين حواراته وخارطة طريقة حتى الآن.
*لهذا وذاك ظللت أهرب في الفترة الأخيرة من الفعاليات والمؤتمرات السياسية التي لا تنتيج كلية فيتريتة واحدة، وفي المقابل طفقت انجذب للفعاليات الزراعية الخضراء على شحها والتي تمنى الناس قمحاً وخضرة وأملاً.
*وتأسيساً على هذا المنهج، كنت يوم أمس الأول من أوائل الذين سجلوا حضوراً بقاعة البنك الزراعي بالخرطوم، وذلك للوقوف على سياسات الدولة التمويلية للعروة الصيفية والاطمئنان على المخزون الإستراتيجي، كما هو عنوان هذا المنشط الأخضر.
* بادي ذي بدء، قد بدر السيد صلاح الدين حسن المدير العام للبنك الزراعي، كل الظلمات والبيادر التي قالت بأن هنالك (فجوة غذائية) محتملة سيما في ولاية دارفور، فعلى الأقل وبين يدي هذا المنشط أن هنالك قاطرات سكك حديدية تحمل مائة ألف جوال ذرة لنيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ومثلها إلى الضعين، كما وأن هنالك أكثر من اثني مليون جوال قمح هي سداد ونتاج تمويلات العروة الشتوية في مخازن البنك..
*أعظم ما في هذه المعطيات هو أن الدولة ممثلة بقصرها وقمة سيادتها تتابع عن كثب خطوات التحضير الإعداد الصيفي المقبل، وأنها بالفعل قد أخرجت أثقال خزائنها للتمويل بما يقدر بثمانية ترليونات جنيه، أي ما يعادل المليار دولار أمريكي، على أن تمول الدول ممثلة في مصرفها الزراعي عشرة ملايين فدان من جملة أربعين مليون فدان المساحة الكلية المستهدفة.
*وأن المحصولات المستهدفة هي محصولات الذرة والسمسم والفول السوداني وزهرة الشمس والقطن المطري، على أن السياسة الزراعية تستهدف هذا العام رفع الإنتاجية مقابل تقليل التكلفة، محاصيل إحلال الواردات واستهداف المحصولات ذات القيمة النسبية وتوطين الثقافة.
على أن الهدف المحور هو تعزيز (الأمن الغذائي) في إطار عمليات هيكلة وإصلاح قاطرة الاقتصاد الكلية.
*يفترض أن تتضافر جهود كل شركاء العملية الزراعية من مصارف ووزارات زراعة وإدارات مشاريع وجمهور المزارعين وإعلام إيجابي لتحويل هذا المبلغ الضخم إلى ثروة إنتاجية هائلة، والله المستعان.
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]