أخيرا تنسم السفير الأردني لدى ليبيا المختطف – منذ أبريل الماضي – الحرية وعاد إلى أهله أمس الثلاثاء، ولكن السؤال الذي يطرحه الليبيون الآن من يحرر ليبيا المختطفة من قبل الجماعات المسلحة، ويستعيد للدولة الليبية هيبتها وللأجهزة الأمنية الرسمية منفردة حق حفظ الأمن والنظام في ليبيا التي أصبحت مرتعا للمليشيات المسلحة، فحتى ثمن حرية السفير الأردني جاء بعد مقايضة بينه وأحد عناصر هذه المجموعات المعتقل بالأردن، وهو ما أكده وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الأردني خالد الكلالدة لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، الذي كشف للوكالة الفرنسية أن سطات الأردن سلمت طرابلس الأسبوع المنصرم الجهادي الليبي محمد الدرسي المسجون لديها منذ أكثر من سبع سنوات ضمن صفقة للإفراج عن سفيرها، الوزير الأردني وحتى يقنع الرأي العام بأن العملية ليست صفقة مع الخاطفين قال إن عملية التسليم تمت لإمضاء باقي عقوبته في السجون الليبية، وذلك يأتي تطبيقاً للاتفاقية التي جرى توقيعها مع الجانب الليبي قبل عشرة أيام، والتي تنص على تبادل المعتقلين.
وكانت الحكومة الليبية قد أقرت في الثامن من مايو اتفاق تبادل معتقلين مع الأردن، وذلك بعد ثلاثة أسابيع على خطف السفير، الذي طلب خاطفوه الإفراج عن جهادي ليبي معتقل في الأردن مقابل الإفراج عنه، لكن الحكومة لم تقدم مزيداً من التفاصيل حول الاتفاق.
الحكومة الليبية العاجزة عن السيطرة على الأوضاع الأمنية المتفلتة في بلادها قالت على لسان وزير الخارجية محمد عبد العزيز في 16 أبريل الماضي، وعبر قناة (النبأ) الليبية، إن الأجهزة الأمنية الليبية أجرت اتصالات غير مباشرة مع خاطفي السفير الأردني دون أن يعطي أي تفاصيل عن هويتهم أو مطالبهم.
إذن حادثة اختطاف السفير الأردني وإطلاق سراحه تكشف مجددا أن المليشيات المسلحة هي التي تتحكم في الأوضاع في ليبيا، وسبق اختطاف السفير الأردني اختطاف سفير تونس ودبلوماسين مصريين وتفجيرات لمقار البعثات الدبلوماسية الغربية، حالة من الفوضى الأمنية تعيشها ليبيا، ولا تلوح في الأفق القريب بوارد انفراج بسبب الأزمة السياسية التي تترافق مع الأزمة الأمنية وتؤثر وتتأثر بها ما يجعل المستقبل أكثر قتاما في بلد مختطف في يد المليشيات المسلحة التي إذا كانت الأردن قد فدت سفيرها بتسليم معتقل ليبي للسلطات لإكمال مدته هناك حسب الرواية الرسمية، فمن ترى يفدى البلد بكاملها ويحررها من الخوف والإرهاب والتوتر، من يضع حدا لحالة السيولة والفراغ الأمني والوضع السياسي المتأزم، أسئلة بحدة النصال يكابدها الليبيون صباح مساء بلا إجابة، فهل هانت على النخب الليبية التضحيات الجسام من أجل الإطاحة بنظام القذافي لتسليم البلاد رهينة إلى المليشيات.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي