أحيانا من أجلها نعيش .. و من أجلها نعيش الحياة بطريقة مشروطة جداً .. كأنها محطة انتظار على شرف مقابلة لسيدة الصدفة .. كأنها مشروع قيد التأجيل .. فتتحول السعادة في حياتنا الى جواب شرط يتبع لو و أخواتها , فكأنما ليس مسموح لنا بالفرح إلا على ذمة ما نرتجيه من فرص .. و تبقى سعادتنا وقفاً على الخطة السعيدة التي رسمناها في الزمان ذاته و المكان .
فهل تحقيق الأحلام و السعي و رائها يتطلب منا كل ذلك التقشف عن الابتهاج ؟, و هؤلاء الذين عاشوا أحلامهم هل يا ترى كانوا ذات يوم مثلنا جلوس في غرفة الإنتظار ذاتها أم أن لهم لعبة مختلفة و قانون مختلف , و هل هم من يستحقون أن نغبطهم أو حتى نحسدهم على ما حققوه أم أن هناك من هو أكثر سعادة في الدنيا ممن نالوا أمانيهم في الحياة؟ .
لو كنت أحد رواد تلك الغرفة فبرايي أنت لن تصل .. لن تعرف ذات يوم معنى ان تكون في ذلك الفريق السعيد .. لأن السعادة لا تكون ملكاً لمن ينتظرها بل لمن يجرها من شعرها .. لا نحتاج الى الأحلام و لا إلى لمسها لنشعر بالفرح .. و لكن نحتاج إلى الفرح لنمسك بأحلامنا و هذا هو قانون الحياة الذي قلة منا يتقنه , و هذه هي الخرافة التي لو تحررنا منها لأرتمت النجوم في أحضاننا .. و لعرفنا أن الفرح لا يصلح ان يكون مشروطاً و لا موسمياً , لعرفنا أن كل من نحسدهم من فريق السعداء أحرى بهم أن يحسدونا .. لأننا على عكسهم نملك لذة التطلع الى حلم .. نتوخاه و نتسامق اليه .. نحس بدفقة الادرينالين و حرارة الحماس من أجل أشياء نؤمن بها و سوف نعيشها , نصفق لها و نحتفل .. نملك أن نفرح بها قبل أن تجيء .. و عندما تجيء .. بينما احتفلوا بها و انتهى , و لنا المستقبل و هم قد صار بالنسبة لهم ألبوم صور .. فلماذا لا نصنع من أيامنا قصاصات ملونة في البوم الصور .. بلا شروط و بلا قلق وحزن على اشياء ننتظرها و لا تجيء .. بلا أن نقرن السعادة بحيازة الأشياء و لكن حيازة الأشياء بالسعادة .. فالعمر لا يقبل التأجيل .
(أرشيف الكاتبة)