بعد الافطار مباشرة تزدان معظم شوارع الاسفلت الرئيسية بشتى ألوان الطيف من الملابس الرياضية حينما «يرتديها» الصائمون من مختلف الفئات ويتوجهون الي تلك الشوارع لممارسة رياضة الجري يتخلصون من كمية المياه التي قاموا بشربها وقت الافطار إذ ان هناك من يفرط في شرب المياه لدرجة تمنعهم الحركة فيستنجدون «بالجري» عسى ولعل ان يبدد تلك المياه التي اثقلت ابدانهم.. (محمد كمال) اعتاد على «الجري» في شارع افريقيا منذ سنتين وقال ان رياضة «الجري» مفيدة تساعد على هضم الأكل والشرب بسرعة غير انها رياضة للجسد وعلاج لبعض امراض المفاصل واضاف في السابق كنا نادراً ما نجد اناساً يمارسونها في شهر رمضان او غيره ولكن ازدات بكثافة في السنوات الاخيرة نسبة لتوسيع الشوارع ورصفها بصورة جميلة وزاهية تفتح «الشهية» للجري لمسافات طويلة… أما «أنس محمد الشيخ» فيقول «الجري» رياضة ممتعة حتى وان لم نكن صائمين فانا امارسها في شهر رمضان فقط لاننا نتناول مياه وطعام بصورة «مبالغ» فيها فهي تفيدنا، حيث نرجع لمنازلنا وكلنا حيوية ونشاط بفعل «الجري» وكثيراً ما امارس الجري في شارع عبيد ختم فهو واسع ويساعد على الحركة، حيث اننا نبدأ من نقطة معينة ونتنافس مع مجموعة من الشباب فهي ممتعة ومريحة للجسد.
ومن بين الذين «يجرون» هناك من يمارسن المشي من الجنس اللطيف فهن يمشين لمسافات بعيدة فتقول (حسناء السر) نخرج في مجموعات يومياً طوال شهر رمضان لنمارس المشي ونقطع حوالي (3 – 4) كيلو قبالة شارع النيل في الخرطوم، حيث يساعدنا المشي على ممارسة اعمالنا المنزلية بنشاط.. بينما تقول (هنية عبده) في السابق كنت اجري في باحة المنزل «الحوش» عدة مرات ولكن بعد ما طلعت «موضة الجري والمشي» اصبحنا نخرج لنمارسها في الشارع منها نروح على انفسنا ونتواصل مع الجيران والصديقات عندما نلتقيهم وهم يمارسون هذه الرياضة..
ويقول د. حسن الشيخ ان الجرى مفيد في اي وقت غير الصيام خاصة للذين يريدون نقص اوزانهم وهم صائمون لا يتناولون أكل وشرب وبذلك يعتمد الشخص على احتراق كمية الدهون المخزونة داخل الجسم حيث تتحول لسعرات حرارية وبالتالي يفقد الانسان وزنه، بالاضافة الى ان الجري ينشط الدورة الدموية ويحرك الدهون المتراكمة فالانسان العادي يفترض أن يجري في اليوم «نصف» ساعة لكسب المزيد من الحيوية والنشاط.
صحيفة الراي العام