أرجأت الجامعة العربية اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب كان مقررا عقده في العاصمة السعودية الرياض يوم الاثنين لبحث الأزمة في سوريا، وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي في اتصال مع “راديو سوا”، إن قرار التأجيل جاء لمنح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فرصة، لمراجعة التقرير الذي سيقدمه المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وأضاف أن تأجيل الاجتماع الطارئ جاء بطلب من السعودية التي كانت قد تقدمت بطلب عقد الاجتماع.
برغم أن السعودية لم تفصح عن اسباب طلبها إرجاء القمة التي طالبت بها السعودية وعلى نحو طارئ، وعدم الإفصاح هو جزء من الأسلوب التقليدي للدبوماسية السعودية..
ولكن بعيدا عن جدل الأسباب السعودية المسكوت عنها فإن الحاجة الطارئة للقمة تلح على العرب بأن يتحركوا والآن وليس غدا في سوريا حتى لا تترك الساحة للولايات المتحدة وتركيا والدول الغربية التي تقف فى مواجهة نظام بشار الأسد وروسيا وإيران والصين التي تناسد نظام الأسد الذي يتأهب إلى مرحلة جديدة بنهاية هذا الشهر من خلال الانتخابات التى يتوقع أن يفوز بها، وتجد الخطوة معارضة الجامعة العربية والأمم المتحدة.
الأوضاع الإنسانية كذلك تبدو الأكثر إلحاحا حيث تفيد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الحرب أسفرت عن تشرد قرابة عشرة ملايين سوري من منازلهم بينهم قرابة ثلاثة ملايين نزحوا الى الخارج.
ويستضيف لبنان رسميا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، (أكثر من مليون لاجئ سوري)، في حين تستضيف تركيا أكثر من 700 ألف لاجئ. ويستضيف الأردن نحو 600 ألف لاجئ، يليه العراق مع نحو 220 ألفا، ثم مصر مع 136 ألف لاجئ.
إذاً، الدول العربية المستضيف هي الأكبر للاجئين السوريين وهذا عامل ضاغط لانعقاد قمة حول الأزمة السورية يتحلى العرب فيها بالشجاعة والمسؤولية الكافية لتناول القضية التى ظلت القمم العربية المتعددة تتفادى اتخاذ قرارات فاعلة بشأنها وآخرها قمة الكويت الأخيرة التي أرجأت البت في موضوع المقعد السوري بالجامعة.
يأتي إرجاء القمة الذي يشكل تراجعا عربيا آخر فى وقت أكد فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم كل المساعدة للمعارضة السورية، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس الخميس، مع رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا الذي يزور واشنطون في زيارة تستغرق ثمانية أيام لطلب المساعدة العسكرية غير الفتاكة إلى مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.
وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على النظام السوري طالت ستة مسؤولين سوريين من بينهم مستشار الرئيس بشار الأسد للشؤون الاستراتيجية العميد بسام حسن ومصرف روسي ومصافي نفط مملوكة للدولة.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي