وخلال تحدثهم الى رويترز في مطلع الأسبوع شكا مسؤولون من فصائل التمرد الأساسية في الصراع المُستمر منذ خمسة أعوام من عدم إحراز تقدم مع الوسيطين السابقين. وقالوا انهم يأملون في ان يتمكن وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسول من تحقيق شيء مختلف.
وقال السيد شريف وهو عضو بالمجلس الثوري للحركة الشعبية لتحرير السودان فصيل الوحدة “يجب ان يكون جادا ولديه خبرة في المسائل السياسية والعسكرية.”
وقال لرويترز عبر الهاتف “يحتاج ان يكون قادرا على الضغط على الجانب الحكومي وان يتحلى بالشجاعة.”
وانتقد شريف وزعماء متمردون آخرون الوسيطين السابقين للامم المتحدة والاتحاد الافريقي وقالوا انهما نادرا ما أجريا اتصالات مع الجماعات المتمردة ولم يتمكنا من حمل المتمردين والحكومة الى الجلوس الى مائدة التفاوض لإنهاء القتال الذي يقول خبراء دوليون انه أسفر عن مقتل 200 ألف شخص.
وحث ميني أركوا ميناوي الزعيم المتمرد الوحيد الذي وقع على اتفاق سلام مع الخرطوم يوم الاحد الزعماء الأفارقة المجتمعين في منتجع شرم الشيخ المصري على العمل من أجل إجراء محادثات سلام مع بقية الفصائل وإنهاء إراقة الدماء.
وقال عبر الهاتف من دارفور ان وسيطي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي السابقين فشلا تماما.
واضاف “لا أرى أي نتائج على الأرض”.
وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة يوم الجمعة ان باسول اختير كوسيط جديد مشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لمنطقة دارفور ولكن ما زال يتعين التصديق على تعيينه.
واضافوا انه ما زال بامكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير الاعتراض على القرار.
وعبر بعض المتمردين عن قلقهم من ان باسول ربما لا يكون لديه النفوذ الدولي الكافي لتحقيق النجاح.
وقال خليل ابراهيم زعيم أقوى الجماعات المتمردة عسكريا وهي حركة العدل والمساواة “كنا نفضل وسيطا غربيا”.
وكان متمردو حركة العدل والمساواة هاجموا الخرطوم الشهر الماضي وهي المرة الأولى التي ينقل فيها المتمردون معركتهم الى العاصمة. ولكن تم صدهم بعد ذلك.
وقال سليمان جاموس منسق الشؤون الانسانية في جيش تحرير السودان ان متمردي دارفور لا يعرفون الوسيط الجديد بشكل جيد لكن القضية الأساسية هي انه يتعين على المجتمع الدولي ان يلعب دورا حاسما .
واضاف “اذا كان (الوسيط) نشطا فهذا خير…لا يهمنا من هو الوسيط الذي يأخذنا الى مائدة التفاوض. شرطنا الوحيد هو تمثيل المجتمع الدولي.”
وفي حال التصديق على تعيينه فسوف يحل باسول محل فريق التفاوض الثنائي الذي يضم سالم احمد سالم من الاتحاد الافريقي ونظيره من الامم المتحدة يان الياسون.
وأنحى المبعوثان سالم والياسون باللائمة في تعثر المحادثات على استمرار القتال الذي يدور أساسا بين حركة العدل والمساواة والحكومة وزيادة التوتر بين السودان وجارته تشاد اللذين يتبادلان الاتهامات بدعم متمردين من الجانبين يحاولون الاطاحة بحكومتي البلدين.
ونتج عن الصراع الذي أثر على نحو أربعة ملايين من سكان دارفور اكبر عملية للامم المتحدة لحفظ السلام في العالم.
وحمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح في اوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية بتجاهل منطقتهم.
واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال ضد وزير بالحكومة السودانية وزعيم للميليشيا المتحالفة مع الحكومة بتهمة ارتكاب جرائم حرب لكن الخرطوم ترفض تسليمهما.[/ALIGN]