الفيس بوك .. ذلك الموقع الاجتماعي المثير للجدل والذي حظي بشهرة واسعة منذ إطلاقه في عام 2004 علي يد مارك زوكربيرج، هذا الشاب الأمريكي الذي كان يهدف من وراءه إلي تكوين صداقات مع طلاب جامعة هارفارد الأمريكية .. ولم يكن يدري وقتها أن موقعه البسيط سيصبح من أشهر الشبكات الاجتماعية علي الإنترنت .. وأكثرها إثارة للجدل ..
ومن الأمور التي تثير الجدل حول هذا الموقع ما يتعلق بمسألة اختراق الخصوصية والتي باتت تمثل هاجسا مرعبا لكل مستخدمي الإنترنت عامة ورواد مواقع الشبكات الاجتماعية خاصة ، وحول هذا الموضوع أجرت شبكة الإعلام العربية “محيط” استطلاعا للرأي حول اختراق خصوصية مستخدمي الفيس بوك، وجاءت النسبة المؤيدة لهذا الرأي 68.5% ، بينما رفض هذا الرأي ما يقارب من 7.8 % ، في حين أبدي 23.6% عدم اهتمامهم بهذا الموضوع من الأساس.
وتوجيه الاتهام لهذا الموقع بشان اختراق الخصوصية بات من الأمور المألوفة للقائمين علي الموقع ، مما جعل الإدارة المسئولة تلتفت لهذه الشكاوي وتقرر القيام بتعديلات لتسهيل الضوابط المتعلقة بخصوصية أعضائه، مؤكدة في الوقت نفسه نيتها إلغاء ما يعرف باسم “الشبكات الإقليمية”، في محاولة لتنظيم الموقع.
وأشار كريس كيللي رئيس قسم حماية الخصوصية على الموقع، إلى أن الإدارة وجدت الإجراءات المتعلقة بخصوصية الأعضاء كثيرة جداً، إذ أنها تملأ عند طباعتها ما يزيد عن 6 صفحات مرة واحدة، وهو الأمر الذي يدعو الكثير من المستخدمين إلى تجاهلها بالكامل.
وأوضح كيللي أن الضوابط الجديدة ستكون أقصر وأسهل للاستخدام بالنسبة للأعضاء، حيث سيتم وضع خيار على الموقع باسم “الأدوات الانتقالية”، مما يُمكن الأعضاء من تحديد المواد وكمية المعلومات التي يريدون نشرها على صفحاتهم ويمكن لأصدقائهم أن يشاهدونها.
نتائج الاستطلاع
فمن ضمن الخيارات الموجودة ضمن صندوق “الأدوات الانتقالية”، أنه يمكن وضع المعلومات في خانات مختلفة، فالمعلومات التي توضع ضمن خانة “للعموم بالكامل” تصبح عامة بشكل يمكن لأي مستخدم مشاهدتها، أما البيانات التي يريد أصحابها ألا يراها إلا الأصدقاء، فيمكن وضعها في خانة “للأصدقاء فقط.”
وأكد كيللي أن الإدارة رأت أن استخدام “الشبكات الإقليمية” والتي تتيح المجال أمام أصحابها لإظهار أماكن إقامتهم، هو أمر نافل في المرحلة الراهنة، إذ أن الكثير من المستخدمين يضعون أماكن إقامتهم بشكل عشوائي للغاية، فمنهم من يختار مدينة بعينها، في الوقت الذي يذكر آخرون البلدان التي يقطنونها، وهو الأمر الذي يخلق بلبلة على الموقع.
وأوضح كيللي أن الإدارة ستحتفظ بالشبكات الخاصة بأماكن عمل أو مدارس أو جامعات في الوقت الراهن، مبيناً أن التعديلات الجديدة سيتم تجريبها على 40 ألف عضو في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل تعميمها على مستخدمي “الفيس بوك”.
اخر اتهام
وكان اخر اتهام تم توجيهه لموقع الفيس بوك ، ما نشرته شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية بشأن قيام أكثر من 200 مليون مستخدم للموقع بتبادل تعليمات عن كيفية التخلص من تبعية المعلنين، الذين يصنعون دعاية باستخدام صور ملفات المستخدمين الشخصية دون تصريح منهم.
وأضافت الشبكة أن تلك التحذيرات تنقلت عبر الأصدقاء علي الموقع، ومن بين التحذيرات المنقولة علي سبيل المثال “إن “فيس بوك” قد وافق علي السماح لطرف ثالث من المعلنين باستخدام صورك “دون تصريح منك”، ولتجنب هذا أضغط علي “الإعدادات” في الأعلي ثم أختر “إعدادات الخصوصية” ومنها إلي “آخر الأخبار والحائط” حيث ستختار علامة التبويب “إعلانات فيس بوك”، التي ستقرر منها إذا كنت ستظهر في إعلانات “أصدقائك فقط” أم “لا أحد” ثم تحفظ تلك التغييرات الخاصة بك ، وبعد إملاء التعليمات يطلب منك الراسل إرسالها لأصدقائك ليتعرفوا علي الطريقة.
ونقلت الشبكة رد مسئولي الموقع علي ذلك بقولهم إنهم “تعاملوا مع تلك الشبكات المارقة، وإن “فيس بوك” لم يغير سياسته وإنه مستمر في عدم بيع “معلومات المستخدمين أو محتوياتهم” للمعلنين.
وقال باري شنيت، متحدث باسم “فيس بوك” لـ “فوكس نيوز” إن الإعلانات، التي أخافت المستخدمين كانت من شبكات مارقة، وتم التعامل معها، حيث أزيلت الإعلانات كما منعت بعض شبكات الإعلانات من استخدام “فيس بوك”، كما تم تحذير المطورين.
وأضاف شنيت أنه من الممكن أن تظهر صورتك بجوار إعلان، في حالة إذا ما أصبحت مرتبطا بالمنتج فقط، هي أن تكون مثلا مشجع لصفحة منتج ما، حيث يظهر لك إعلان مثل “خمسة من أصدقائك أصبحوا مشجعين للمنتج “سين”.
وأضاف أن الموقع ملتزم بالبقاء متيقظا في تطبيق سياساته لمنع الإعلانات المسيئة من الظهور علي “فيس بوك”، سواء ما كانت مقدمه من الموقع أو من طرف ثالث”
واستدرك قائلا إن “فيس بوك” يحتاج مساعدة المستخدمين، في حالة ما شاهدوا إعلانا مضللا أو اعتقدوا أنه يخرق سياسات الموقع، فعليهم اخطاره.
ورجح المدون تريسي كنوب، أحد مرسلي التعليمات المتاحة عن كيفية الخروج من هذه الإعلانات ، أن يعيد مستخدمو “فيس بوك” إرسال الإجراءات الأربعة لكل مستخدم يعرفونه.
وقالت باري افتاب مديرة موقع www.wiredsafety.org وخبيرة الإنترنت وقوانين الخصوصية إن موقعها لم يستلم “عددا كبيرا” من الشكوي، فيما يتعلق بإساءة محتملة تتعلق بصور الملفات الشخصية.
المصدر :محيط