*ثمّة سمّة تبدو مشتركة بين كثير من العسكريين الذين تكون وسيلة وصولهم إلى السلطة هي الدبابات..
*ثم تكون وسيلة حفاظهم على السلطة هذه هي الدبابات نفسها..
*سمة خلاصتها أن أداءهم العسكري يكون مضحكاً ومزرياً ومخجلاً حين تواجههم تحديات خارجية..
*ويكون حاسماً وناجزاً و(عنيفاً) – الأداء هذا – عند مواجهة تحدياتٍ داخلية ..
*ففي العام (76) – مثلا – انهارت الخطط العسكرية لنظام عبد الناصر (العسكري) في ساعاتٍ ست فقط أضحت البلاد بعدها تحت رحمة إسرائيل..
*والشيء ذاته حدث لنظام البعث الأسدي (العسكري) الذي ما زالت أجزاء كبيرة من أراضي بلاده في قبضة الاحتلال الإسرائيلي هذا ..
*ونظام القذافي (العسكري) كان قد لعق جراحه بعد مغامرة عسكرية مع دولة تشاد المجاورة ذات الإمكانيات المتواضعة جداً – في ذلك الوقت – قياساً إلى إمكانيات العقيد ..
*وطائرة جاءت من أقاصي الحدود لتضرب مبنى الإذاعة السودانية فعجز نظام نميري (العسكري !!) عن رصدها – دعك من التصدي لها – وهو الذي كانت أجهزته الأمنية ترصد دبيب النمل في بيوت المعارضين..
*والنظام (العسكري) لديكتاتور الأرجنتين – ليوبولدو – انهار عقب فضيحة الفولكلاند العكسرية.. .
*وحاكم باكستان (العسكري) – برويز مشرف – الذي استأسد على من أطاح بهم من المدنيين أصبح حملاً وديعاً أمام الهند عند حدوث أزمة كشمير..
*ونظام صدام حسين (العسكري) كان هو الذي انتحر عند أسوار بغداد وليس (العلوج!!) ..
*فلماذا هم هكذا ؛ العسكريون الذين تحملهم الدبابات إلى كراسي الحكم؟!..
* ثم تظل دباباتهم هذه هي الحارسة لحكمهم؟! ..
*لماذا يفتقرون إلى أبسط العبقريات العسكرية عند المواجهات الخارجية وهم الذين لا تعوذهم عبقرية التخطيط الداخلي للاستيلاء على السلطة ؟! ..
*لماذا ينجحون في سحق أي تحدٍ داخلي، ويسحقهم أي تحدٍ خارجيّ ؟! ..
*لماذا تكون دباباتهم سريعة الوصول إلى (حدود) قصور الرئاسة، بطيئة الوصول إلى (حدود) الوطن؟! ..
*لماذا يُزعجهم حشد أعزل من جهة الداخل بأكثر مما يُزعجهم حشد مُدرّع من جهة الخارج؟! ..
*لماذا يستعرضون قوّتهم العسكرية أمام شعوبهم ويضنّون بها على الأعداء؟! ..
*لماذا هم هكذا ؟!…..
* ربما تكمن الإجابة على التساؤل الملحاح هذا في عتمة (الليل) الذي تستغله العسكريتاريا للوصول إلى السلطة ..
*فمن يقفز إلى السلطة عبر وسائل (غيرشرعية!!) يضحى – لا شعورياً – عدواً لكل ماهو ( شرعي) ..
* فنجاح الشرعية التي تعمل في وضح ( النهار) يعني – تلقائياً – محاسبة اللاشرعية التي عملت في جنح ( الظلام!!) ..
*وللسبب هذا يكون (اللاشرعيون) هؤلاء عنيفين جداً إزاء أيما حراك شرعي قد يقربهم من يوم ( الحساب!!) ..
*ويوم الحساب المشار إليه هذا هو مثل الذي واجهه رموز العسكريتاريا في دول الربيع العربي إلى غاية الآن ..
*وما زال هناك من ينتظر دوره – كبشار الأسد – وهو يقاتل من أجل تفادي الإستحقاق ( الدنيوي) هذا …
* ويوم الحساب المذكور هو بخلاف يوم الحساب ( الديني!!) بالطبع ….
*ومن مفارقات التعريف اللغوي – إتساقاً مع معاني كلمتنا اليوم – ما قاله ابن منظور في معجمه تعريفاً لمفردة (العسكر) ..
*فقد قال أن الليل إذا تراكمت (ظلمته) فهو يُوصف بأنه ( عسكر) …
*أي يُقال : (عسكر الليل !!!!) .
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة