مع (الأنصاري) في نادي السيارات

[JUSTIFY]
مع (الأنصاري) في نادي السيارات

بدأنا يومنا امس في القاهرة بزيارة الى المتحف المصري ، في وسط المدينة قريبا من ميدان التحرير الأشهر في مصر وكل العالم العربي ، حيث ظل مثابة ثورية هزت عروش الاستبداد في مصر ، كما ظل معبرا عن تطلعات الشعب وآماله في التغيير . والمتحف المصري يحفظ جزءا كبيرا من تاريخ مصر آثارا ومخطوطات تعبر عن حضارة عميقة امتدت لآلاف السنين ، وحرصت على زيارة المتحف مع بقية زملائي الثمانية الذين يمثلون صحافة وأعلام دول حوض النيل ، رغم أنني زرت ذات المعرض عشرات المرات طوال السنوات الماضية ، وكنت أقيم ذات يوم قريبا منه لفترة استمرت لعدة اشهر منتصف الثمانينيات عندما ابتعثنا نحن مجموعة من الزملاء والزميلات في صحيفة الأيام لتلقي فترة تدريبية حول استخدامات الكمبيوتر في عمليتي التحرير والإخراج الصحفي بمؤسسة الأهرام . خلال الزيارة مع الزملاء الأفارقة كنت حريصا على ان اعرف آراءهم في مصر تاريخا _ من خلال المتحف _ وحاضرها من خلال الواقع الذي نشاهده ونعيشه مع المصريين هذه الأيام ، ونتلمس من خلاله استعداد الشعب المصري لدخول مرحلة جديدة عقب الانتخابات الرئاسية التي ستجري في يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من هذا الشهر ، والتي يتنافس فيها على رئاسة مصر مرشحان هما المشير عبدالفتاح السيسي والسيد حمدين صباحي ، وقد لفت انتباهي وآثار اهتمامي ، معرفة الزملاء بالتاريخ المصري القديم ، ومتابعتهم لما يجري على ارض مصر من أحداث أكدت لي بما لا يدع مجالا للشك ان كل شعوب افريقيا تهتم بما يجري في كل دولها ، وتأكد لي ذلك بصورة أوضح عندما وجدت اهتماما كبيرا من الصحفيين الأفارقة بما يجري على ارض دارفور واهتمامهم بما يجري في جنوب السودان ومتابعتهم لمجريات التفاوض بين الحكومة السودانية ووفد الحركة الشعبية قطاع الشمال .

عقب انتهاء الزيارة وعودتنا للفندق الذي نقيم فيه قريبا من وسط المدينة ، تحركنا من جديد بعد نحو ساعة الى نادي السيارات والسياحة في شارع قصر النيل ، ليس بعيدا من مقر أقامتنا ، وهو من الأماكن التي كنت أمر عليها كثيرا ولم ادخلها من قبل ، والسبب في دخولنا الى هذا النادي هو تلبية دعوة الصحفي المصري الكبير الاستاذ محفوظ الأنصاري رئيس اتحاد الصحفيين الأفارقة للوفد ، وقد وصلنا الى هناك في وقت واحد مع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات السيد السفير صلاح الدين عبد الصادق وقيادات الهيئة ، ومن بينهم وكيل الوزارة الشقيق والصديق السيد عطية شقران ، لنلتقي هناك بقيادات اتحاد الصحفيين الأفارقة وعلى راسهم الاستاذ محفوظ الأنصاري والسيد السفير احمد حجاج الامين العام للاتحاد والدكتورة سامية عباس وقد دار نقاش طويل حول عدد من القضايا التي تشغل أهل القارة الواحدة ، وعلى رأسها قضية الصراعات على السلطة والتي تؤخر تقدم شعوب القارة ولا تقدمها ، وقد قال لي السيد عطية شقران ان ماضي القارة كان افضل من حاضرها ، وان قياداتها قبل عقود كانت تسعى للتماسك والتكاتف والتعاون بعكس ما يحدث الان .

قلت لصديقي شقران ان السبب في هذا التخلف والرجوع الى الوراء أسبابه واضحة ، وهي ان الجيل السابق في الحكم في أكثر دولنا اجتمعت كلمته على طرد المستعمر ، وكان هناك هدف واحد اتفق عليه الحلفاء والخصوم ، وهو الاستقلال والخروج من دوائر التبعية وقبضة المستعمر ، خرج المستعمرون واصبح للجميع ولكل القوى السياسية في كل بلد أفريقي هدف واحد جديد، لكنه هدف يفرق ولا يجمع يشتت ولا يلم الشمل ، هو كرسي الحكم ، والصراع على مقاعد الحكم للاستحواذ واحتكار السلطة ، وإقصاء الآخرين هو الذي جعل الغرب يتقدم ونحن نتاخر دون أمل باللحاق بركب التقدم ، لذلك ننظر اليوم والعالم كله للتجربة المصرية في الانتقال من مرحلة الانتقال الى مرحلة الاستقرار والحكم الدستوري عن طريق صناديق الانتخابات ، نظرة مفعمة بالأمل في تغيير يؤسس لمرحلة جديدة في مصر ، ومنها لكل القارة .

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version