* ربما كان آخر نشاط منبري لسعادة الفريق صلاح قوش، هي تلك التصريحات التي خرج بها إلى منابر الإعلام بعيد انتزاع حكم براءته من المحاولة الانقلابية الشهيرة. وبرغم مرارة اتلك التجربة إلا أنها لم تحمله ليخرج عن سياقه وأدبه، فعلى الأقل جاء الشعار الأشهر لتلك الفعاليات الإعلامية تحت عنوان (أبوة الرئيس البشير وأخوة الآخرين)..
* لم يقطع رجل مخابرات الإنقاذ الأشهر (شعرة معاوية) في أحلك الظروف فحمل مراراته وذهب يمارس تجارته الجديدة متلفحاً بالصمت.
*ربما كان الرجل بهذا الصمت الطويل يمنح حزبه وجماعته فرصة لإعادة تقييم مواقفه، فعلى الأقل لا تدفع استراتيجيات الدول المتيقظة رجال مخابراتها بخزانة (أسرارها) إلى قارعة الطرقات، وإن هي خشيت طموحاتهم فإنها على الأقل تجعلهم في وظائف تعمل تحت قدميها، كأن تترك الرجل فاعلاً في مجلس الحزب القيادي ببعض أدوار وفسحة وحركة..
* إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، فقد خابت كل التكهنات التي قالت بعودة الرجل مرة أخرى للأضواء في سياق (الثورة الشبابية) الأخيرة!
* والمسرح السياسي الآن يتشكل من جديد وعدد من الطموحين يقفزون من (سفينة الإنقاذ) التي تتلاطم عليها الأمواج، ليس آخرهم الدكتور غازي صلاح الدين وبقية عقد إصلاحه.
* والفريق صلاح قوش على فرس طموحاته الجامح وهو لا يزال في ريع شباب التطلع، يتزامن ذلك مع فقدان كل موطئ قدم له، لابد والحال هذه أن يقفز هو الآخر من (القارب المترنح) تحت ضربات الفساد، ليس هذا وحسب بل لابد (وهي عايرة.. أن يعطيها سوط) وأي صوت!
* لقد كانت كلفة خروج السيد قوش للإعلام هذه المرة بجملة باهظة جداً، إذ أنها تعد (اثنين مليار دولار ونصف) وبحسابات السوق الموازي تعدل مئات ملايين المليارات السودانية، وربما الرجل الذي أجاد حرفة التجارة هي الأخرى قد باتت تطربه لغة المليارات، ففي فقرة أخرى من عبارته المليارية قال: “إن ميزانية الدولة متخلفة بمليار ومئتي ألف دولار امريكي”، فقد أصبح حديث الرجل بوش المتهم بقربه من واشنطن بمليارات الدولارات الأمريكية.
* هكذا وأخيراً يركب الجنرال قوش (خيل الفساد) وهو يقطع أن جهات أمنية قد أزهقت مليارين ونصف المليار في مبانٍ سيادية لم تكن أولوية، لا أعرف مباني بهذه الفاتورة الباهظة غير عمائر القوات المسلحة بالقيادة العامة والتي أصبحت منارات شاهقة لكني غير متأكد بوجهة سهام الرجل قوش!
* (والعجب سبعين كان تفك الحد) أعني لو أنهى الرجل حالة صيامه عن الكلام وهو يحمل بين جنبيه (صندوقاً أسود) ساعتها سترون العجب!
* لا أعرف إن كان (ملف الفساد) هو الآلية الأجدر والجواد الأفضل ليحجز للسيد بوش موطئ قدم في المرحلة المقبلة التي تتشكل الآن!
* فعلى الأقل يا مولاي (نحنا دافننها سوا) والذي يفسد هذه الخطة هو شراكة الجميع فيها، الأفضل بتقديري أن يجعل المرحلة الفائتة على نصاعة بياضها.. والله أعلم..
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]