[ALIGN=CENTER]بق بقيق! [/ALIGN] عندما يتكلم الشخص تشتف من لغته ملمحاً من ثقافته وبيئته وطبيعة عمله.. فإن تحدث أحدهم قائلاً: «عفرتنا الموضوع وعمرنا اللمة وعبينا التناكي وانسترتنا مع الجماعة» عرفت أنه يعمل في مجال ميكانيكا السيارات.. وإن قال الآخر: «كسَّرنا الجماعة وشفينا العضام.. ووزنا الحكاية لصالحنا» عرفت «زولك» جزار، وإن تحدث آخر قائلاً: «لا سيما والأوضاع الماثلة تدعو لبصيص الأمل خاصة وأن المرحلة تقتضي الانتباه والحنكة» عرفت أن زولك زول سياسة وخطابة.. وإن قال لك أحدهم: «يا جنى هوي.. تب العيبة ما بنسويها.. أنجض معانا وخليك راجل.. جيب العندك ونجيب العندنا والموضوع بنتم» عرفت زولك زول بلد وزول أمسك لي وأقطع ليك.. وإن قالت إحداهن: «يا نسوان خلن الحال المايل دا.. واقعدن في الواطة دي وشوفن البيكن والعليكن» عرفت أنها إمرأة من زمن «المقدرة»، وإن قالت إحداهن «ياي.. منه عامل دور «مرة خالص».. في الفيلم مصفف شعره مدرجات.. وعامل نيولوك» عرفت أنها شابة مدمنة فضائيات ونجوم.. وإن سمعت الأخرى تقول: «لازم نعقم علاقاتنا الإنسانية عشان تكون معافاة من الانحراف وخالية من التشوهات» عرفت أنها طبيبة تبحث عن عمل بمستشفى خاص.. وإن قال أحدهم: «في هذه السانحة من وطننا واندياحاً وتمدداً» عرفت أنه مذيع يحشد الكلمات حشداً.. وإن ترنم آخر «الظروف ما بيدنا.. أكان تشوف تسمع جديدنا» عرفت أنه فنان في زمن الايقاع السريع يُركِّب الكلمات كتركيب العطور.. وإن قال أحدهم: «وين يا فردة.. الشتات اتلم والجلاكن فروا» عرفت أنه متشرد في وسط العاصمة المثلثة.. وإن سمعت أحدهم يرشقك بالكلام قائلاً: «سمحة العافية» عرفته أنه مريض بمرض مزمن يتجول به من مستشفى لآخر.
آخر الكلام:
وإن قالت لك بيطريَّة «بق بقيق».. فهي تريد أن تقول إنها تحبك بلغة الدجاج.
سياج – آخر لحظة العدد973