الحلو مر : سيد المائدة الرمضانية

يبدأ هذه الأيام الأستعدادا لصوم رمضان بطريقة منتظمة ومتشابهة في جميع البيوت السودانية حيث تبدأ النساء بكافة أنحاء السودان الإعداد للشهر الكريم بشراء الأواني المنزلية بكثافة خاصة المنازل التي اعتادت على الإفطارالجماعي خارج المنزل ( في الطريق العام ) لدعوة كل المارة أحياناً لتناول وجبة الإفطار الرمضاني وتذهب النساء للأسواق لإعداد مستلزمات المشروب الرمضاني المفضل للسودانيين وهو الآبرى المعروف باسم (الحلو مر) حيث تبدأ النسوة في إعداد الزريعة وهي عملية تزريع العيش بنشرة لأيام على برش مفروش على السرير وتواصل رشة بالماء لعدة أيام بعد نشره على برش بأحد الاسرة .الزريعة ، قالت لي احدى الاخوات اللاتي استطلعتهن الصحيفة حول كيفية عمل الآبرى ةتدي سكينة بدر الدين ، قالت : توضع الذرة على قطع من الخيش وترش بالماء حتى تنمو جذور على الحبة تسمى (بالزريعة ).. ومضت في القول : كانت امي نفيسة (تكوجن) الدقيق الاحمر وتضعه في زير قناوي ابيض وهو يستخدم لتصنيع الشربوت في أعياد الاضحى المبارك واضافت: كانت امي (تكوجن العجين) في ذلك الزير ويضاف اليه الدقيق الابيض وتنتظر لعدة ايام الاحتمالات حتى يخمر العجين وواصلت بتول النجمي ( وهي معروفة بعواسة الآبرى وبيعه) للزبائن في حي القوز بالخرطوم حديثها حول عملية عواسة الابرى عندما استضافتنا بمنزل جيرانها لنشاهد عملية (العواسة الجماعية) للابرى وقالت تضاف الي العجين المكوجن البهارات التي تحتوي على الكركدى والقرفة والقرنجال والزنجبيل والعرديب والبلح والهبهان والكمون المسحون . وتطوف مرة اخرى بنا الاخت سكينة لذكريات العواسة التي شاهدتها من والدتها وجاراتها كنا نحمل العيش الذرة مع والدتي الي الطاحونة حيث يتم طحن نوعين من الذرة ذرة مايو وذرة فتريتة فتأخذ الاولى بعد طحنها لونا ابيض بينما يكون دقيق الفتريتة احمر اللون مبينة انه عقب عملية (كوجين العجين) تبد صديقات امي في التوافد على منزلنا للمشاركة في العواسة الجماعية مع والدتي التي هي بمثابة واجب متبادل بينهن وتقوم الواحدة باستبدال ثوبها بثوب آخر لزوم العواسة ويبدأ مهرجان العواسة وسط تداول أكواب الشاي والقهوة بينهن وسمرهن الجميل وتوضع طرقات الآبرى المطبقة على سرير عليه ملاءة نظيفة حتى يجف . وقال الحاجة آمنة محمود ان عيش الآبرى كان يطحن بالمطحنات قبل ظهور الطاحونة .

صحيفة الرائد

Exit mobile version