دارفور .. زحمة المبادرات

تتعدد المبادرات وتتسابق الدول العربية منها والإفريقية وبمساندة غربية في الوساطة والدخول في المشاركة لحل قضية دارفور من أجل توحيد الحركات وتقريب وجهات النظر.

فقبل أسبوع تم قيام مؤتمر دعا له الليبيون وشارك فيه المصريون بطرابلس بحضور الوسيط المشترك جبريل باسولي والقطري أحمد بن محمود ومبعوث الإدارة الأمريكية سكوت غرايشن، بجانب الاستعدادات لعقد جولتين، الأولى بأديس أبابا، والثانية بمصر، وتسعى جميعها لتوحيد الحركات الدارفورية التي وصل بها الانقسام الى ست وثلاثين حركة حسب حديث د. أمين حسن عمر رئيس الوفد المفاوض بالدوحة في الورشة التي نظمتها أمانة النيباد بوزارة الطاقة أمس عن الحكم الرشيد والمسؤولية الاجتماعية وعن التقييم الذاتي لاتفاقيات السلام وخطط التحول الديمقراطي وقسمة السلطة.
ونسب أمين انقسام الحركات الى إحصائيات الوسطاء الذين يسعون للوصول بها الى الدوحة، ويشير أمين حسن عمر أن كل الجهود المبذولة تسعى لتهيئة جو المفاوضات الحقيقية، وأن الحكومة أبدت استعدادها للتفاوض في أي زمان وأي مكان ولكنه ركز على المفاوضات الحقيقية بالدوحة، وأكد أمين حرص المبعوث الأمريكي على تقديم الدعوات لجميع الحركات والتي على ضوئها يتم تحديد وتقييم المواقف الدولية على استجابة الحركات أو عدم استجابتها، وأوضح أمين انقسام الحركات الذي لازمها من مفاوضات أبوجا حيث وصلت تسعة عشر حركة، وقال حينها أسميناها مجموعة «البدون» حتى وصلت ست وثلاثين بعضها ليس له وجود عسكري والآخر وجوده ضعيف جداً لايمكن أن يقارن به، عدا مجموعة العدل والمساواة التي توجد في أم جرس بتشاد مع عدم اعترافها بذلك ورغم أن الليبيين أحضروا خليل ابراهيم بطائرة من أم جرس، وأكد أن أثرعمليات خليل العسكرية لا تتعدى كونها مشاهد تلفزيونية وتسليط ضوء.
من جهة أخرى أشار أمين الى محدودية قوات عبد الواحد وعلم الحكومة بها، ويمكن إخلائها في (48) ساعة لكن لا نفعل ذلك لمعالجة بعض المشاكل الإنسانية التي تتعلق بالمعسكرات. وأوضح أمين أن مؤتمر أديس أبابا للمجموعات يتم لتختار مفاوضيها ويرعى ذلك المبعوث الأمريكي غرايشون مع الاتحاد الإفريقي، يعقب ذلك في الثاني والعشرين من أغسطس اجتماع تشاوري للفصائل لتوحيدها بالقاهرة ومن ثم الذهاب الى الدوحة.
وتمنى أمين أن تتجاوز مصر حساسيتها من موقف الدوحة في المفاوضات، وأشار الى الدعوة التي قدمها الشحومي لرئيس الجمهورية من الرئيس الليبي لحضور احتفالات الفاتح وأوضح أن الغرض منها تحسين العلاقات السودانية التشادية، وقال أمين: رغم عبارات فرنسا الدبلوماسية الناعمة لا نرى لها حسن نوايا، ولا يمكن أن نعطي شهادة براءة للعلاقات الفرنسية.
من جهة أخرى نوه أمين الى تفكيك حركة العدل نتيجة الضغوط التي تمارس عليها يوماً بعد يوم من أهل وذوي الأسرى الذين وعدتهم الحركة بإطلاق سراح الرهائن وبسطوا لهم الأمر، وزاد أمين أن ذلك لا يتم إلا بوقف إطلاق النار النهائي، وأشار الى مطالب الحركة بالإقليم الواحد وقال لا نرفض ذلك ولكن نرهنه بمواقف أهالي دارفور، ونقبل بمبدأ التعويضات ولكن يكون التعامل معها بخطوات عملية، أما رئاسة الجمهورية فهذا تحسمه الانتخابات، ويمكن قبول ممثلين للحركات في السلطة خلال الأشهر الستة المتبقية للحكومة الانتقالية.
وعن الانتخابات وما يعقبها من نتائج أوضح أمين الحاجة الى مقاربة تقوم على أثرها حكومة وطنية تقوم على الأنصبة التي تحددها الانتخابات، لمن يرغب في ذلك، وعاب اتفاق الجميع على حكومة منتخبة وقال: لا يحدث هذا إلا في الحكومة الانتقالية ولابد من المعارضة لأنها تقوي أداء الحكومة وإنجازاتها وتشدد عليها بالدور الرقابي.
وفي السياق أوضحت آمنة ضرار أن اتفاقية سلام الشرق بُنيت على محورين أساسيين تم الاتفاق عليهما دون جدل أو اختلاف هما: التأكيد على وحدة وسيادة البلاد. وتحديد مشكلة الشرق المتمثلة في التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقالت باقتلاع جذور التهميش يتم اقتلاع جذور الأزمة، وأضافت آمنة: من خلال ذلك وضعنا بروتوكولات للترتيبات الأمنية بوقف اطلاق النار، وأكدت عدم اطلاق رصاصة من الجانبين حتى الآن، وتقول: أما من الناحية السياسية حددنا أن لا نكون خصماً على اي موقع تنفيذي يشمل أبناء الشرق وطالبنا أن نكون اضافة جديدة، وصادقنا على الوظائف التي تمت وأجزناها. من جهة ثانية تم تكوين صندوق إعمار الشرق وحدد له مبلغ «600» مليون دولار، إضافة الى نصيب الولايات الموجود أصلاً من المركز، ونسعى لتكوين مؤتمر مانحين لعلمنا بامكانية الدولة التي لا تسد حاجة الشرق، وأشارت إلى بعض التوعكات وقالت التي تعتبر جزءاً من الاتفاقيات والتي منها الحصول على «06» مليون دولار فقط خلال العامين السابقين، واستدركت: إننا نضغط على الحكومة لتكملة المبلغ، من جانب الترتيبات الأمنية شددت آمنة على ضم ما تبقى من قوات حتى لا يتم استغلال هذا الانسان الذي عرف ببداوته وبساطته ولم تتفق حياته مع الحياة العسكرية.
وثمنت ضرار اتفاقية الشرق ووصفتها بالنموذجية نسبة لعدم تدخل الاجنبي في تفاصيلها، وقالت: استفدنا من دعمه في ورش العمل والتدريب.
وعرض حسن هلال عضو المجلس الوطني وعضو مفاوضات التجمع بالقاهرة تفاصيل الاتفاقية التي بدأت في العام الفين بإتفاق جده الإطاري وكللت بالنجاح العام 5002م، وقامت على الديمقراطية الإجتماعية والتعددية الحزبية والسياسية، وسعت للعمل على اللامركزية وأشار هلال الى نظام الحكومات المحلية في السابق، وأضاف: أن الحكم الفيدرالي أو الفيدرالية السياسية لابد أن تتبعها فيدرالية مالية وقال هذه هي المشكلة التي تواجه الحكم الفيدرالي الآن، وأشار هلال الى ملحقات تتبع لاتفاقية القاهرة ممهورة بتوقيع الميرغني رئيس التجمع وعلي عثمان النائب الأول السابق وجون قرنق كشاهد على ذلك، وزاد هلال أكدت الاتفاقية على تقرير المصير ولكنها شددت على وحدة التراب والشعب، واكد هلال سعيهم لاعادة ممتلكاتهم المصادرة رغم مرور عشرين عاماً على ذلك، وركز على الأهمية التاريخية للاتفاقية، وإن ما تم تنفيذه منها لا يتجاوز «40%» في الإطار العام، وقام حمدتو مختار بعرض للقوانين التي أجازها المجلس الوطني في سبيل التحول الديمقراطي خلال الأعوام السابقة.
وكان حديث الوزير بدرالدين سليمان عن الاتفاقيات في إطارها العام وما جناه السودان من هذه الاتفاقيات وعلى رأسها نيفاشا مروراً بابوجا واتفاقيتي القاهرة والشرق، وطالب بأخذ العبر لبقية الفصائل التي لم توقع على الاتفاقيات ونوه الى النظر الى التداخلات الخارجية، وأشاد بدور الحكومة بالتعامل بالشفافية تجاه المبعوث الامريكي الذي أوضح الحقائق جلية للدول التي تصّعد من المشكلة وأشار الى إنضمام دارفور الى السودان في العام 1912 وإلى الحروب التي تخللت الفترات السابقة بين سلطنة الفور، وبعض القبائل.
بابكر الحسن :الراي العام

Exit mobile version