مفاوضات الحكومة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال (لندع جانبا الاطاري وغير الاطاري ) لن تصل الى أي اتفاق يمكن تطبيقه على ارض الواقع حتى ولو استمرت الى يوم الدين في هكذا ظروف ولعل هذا ما يقول به حتى طرفا التفاوض ناهيك عن المراقبين والمحللين السياسيين والامر هنا لايرجع لشخوص المتفاوضين فالتي بين غندور وعرمان يمكن ان تكون عامرة ولكن لان المفاوضات تجري في زمن كل شيء فيه متحرك. زمن يموج بالمتحركات الداخلية والاقليمية والدولية. زمن تعوزه الثوابت فأي مفاوضات ناجحة يجب ان يكون فيها الحد الادنى من الثوابت التي يبنى عليها وعندما يصبح لسان حال المتفاوضين (النشوف آخرتا) فلن يصلا الى اتفاق لان نظرهم سيكون مشدودا الى خارج قاعة التفاوض وتصبح مكان التفاوض للأكل والشراب وتبادل القفشات وحاجات تانية.
الوضع الميداني يرجح الكفة الحكومية الامر الذي جعل الحركة تسعى لتعويضه في الميدان السياسي وقديما عرف عن جون قرنق انه كلما كان مزنوقا عسكريا يكون متشددا في التفاوض. دعوة الحكومة للحوار الجامع في خطاب الوثبة ثم لقاء القاعة في السادس من ابريل ربما سحب من قطاع الشمال ورقة الدعوى لبحث كل القضايا القومية في اديس فالخرطوم اصبحت مهيأة لهكذا موضوعات. اما الوضع الاقتصادي فهو كعب أخيل الحكومة فهو في غاية التردي ويكفي النظر لحالة الجنيه السوداني فالحركة الشعبية ليس لديها اي التزام اقتصادي او خدمي تجاه اي جهة لا بل تعتبر عملياتها العسكرية ورقة تعطيها نصيبا مقدرا اذا سقط النظام لأنها استنزفته ماديا وحرمته الاستقرار .
اقليميا مايجري في دولة الجنوب كان يصب في مصلحة الحكومة فيما يتعلق بالتفاوض. اكرر فيما يتعلق بالتفاوض مع قطاع الشمال ولكن اثناء الجولة الاخيرة تم اطلاق سراح باقان اموم ورفاقه وكل الدلائل تشير الى ان مجموعة اولاد قرنق هي التي سوف تستلم الجنوب فسلفاكير ايامه قد بدأت في العد التنازلي اما رياك مشار فقد يتفاوض مع المجموعة العائدة ويقنع من الغنيمة بالاياب . نعم الجنوب قد يحتاج لزمن طويل حتى يستوي على سوقه ولكن ايام قطاع الشمال الحالكة هناك في طريقها للنهاية اقليميا كذلك يلحظ ان قطاع الشمال قد اصر على ضم حلفائه في الجبهة الثورية الى عملية التفاوض ثم فصل بضرورة ضم الوضع في دار فور الى اجندة التفاوض بعبارة ثالثة لامانع عنده من ان تصبح اجندة التفاوض المنطقتين زائدا دار فور بينما في ذات الوقت كان آل محمود في الفاشر لانفاذ اتفاقية الدوحة المخصصة لدارفور فهنا يظهر لنا صراع الدوحة مع بقية عواصم الخليج .
دوليا معلوم ان كل جماعات الضغط وبالتالي الادارات الغربية عامة والامريكية خاصة تقف في صف قطاع الشمال فكان المطلوب ان ترجع القضية الى مجلس الامن الدولي لكي يرى السودان نجوم النهار ولكن موقف السودان من قضية القرم ووقوفه الى جانب روسيا ضمن 11 دولة فقط في الجمعية ثم سفر كرتي لموسكو بعد ذلك مباشرة ربما يشي الى ان ملعب مجلس الامن لم يعد كله معاديا او سلبيا تجاه السودان .
اذن ياجماعة الخير ان طاولة المفاوضات في اديس التي يتحلق حولها وفدا التفاوض ليست حكرا عليهما بل كل الدنيا موجودة هناك من جزيرة القرم التي بين اوكرانيا وروسيا الى اطلاق سراح فتيان مكتب الوالي وفرندات اراك اوتيل المغلق حيث دولار ريال شيك سياحي.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]