الأرض فعلاً “تهتز” تحت أقدام الخضر، لكن لأسباب أخر !

الأرض فعلاً “تهتز” تحت أقدام الخضر، لكن لأسباب أخر !
[JUSTIFY]تناولت مجالس الخرطوم في الأيام الماضية ولازالت شائعة تقديم والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر لاستقالته, وذلك على خلفية اتهامات بحق بعض العاملين في مكتبه تتعلق باستغلال النفوذ. وبالرغم من أن أياً من المسؤولين لا في الولاية ولا في المركز قد قال بشأن تلك الاستقالة المزعومة لا تلميحاً و لا تصريحاً, إلا أن الصحف ظلت تتناول القضية بشكل موسع ومتصاعد, لكن يحمد لمن تناولوا القضية أمران، الأول هو حصرها في كونها اشاعة، والثاني هو عدم الزج بالوالي في القضية نفسها. فوالي الخرطوم ليس مكان تهمة، وهو من أنظف الولاة وكبار قادة الدولة نزاهةً ونظافةً في اليد واللسان, وبعداً عن مواطن الزلل والهرف. والدليل علي ذلك أن الدكتور الخضر وبمجرد أن راجت تلك الاتهامات بحق أولئك النفر العاملين بمكتبه فإن الرجل عبّر عن موقفه بكل الوضوح وهو تسليم أولئك المهمين للجهات المختصة لكي يأخذ القانون مجراه. وهذه نقطة مهمة إذ لم يدر أي حديث عن COVERUP تغطية أو تستر على القضية أو حماية للمتهمين. نقول ذلك لأن هذا أحد المظان التي يقع فيها البعض حيث يحاولون التغطية درأً لمزيد من الداعيات أو خوف الفضائح, كما يقولون, لكن ليس عبد الرحمن الخضر من يفعل ذلك, ف الفضيحة في نظر وعرف عبد الرحمن الخضر الذي أعرفه هو التغطية علي الجريمة. إن عبد الرحمن الخضر يمكن أن يستقيل فهو من أكثر الناس زهداً في الدنيا ومناصبها ومباهجها, لكن الرجل في المقابل ليس من نوع الرجال الذين يهربون تحت قصف قضية من هذا النوع. إن المسؤول الذي يحترم نفسه ومنصبه ومن ولوه ذلك المنصب؛ يتصرف بالطريقة التي تصرف بها ود الخضر . وهنالك نقطة مهمة في هذا الأمر لابد من القاء الضوء عليها. فالمتهمون هم من العاملين في مكتبه، وليسوا وزراء، ولا معتمدين, لأنهم لو كانوا من الفئة الأخيرة لربما قلنا إن الوالي يتحمل مسؤولية أخلاقية باعتباره مسؤولاً عن وزرائه ومعتمديه ومستشاريه لأنه شارك كلياً أو جزئياً في اختيارهم. لكن العاملين في مكتب الوالي هم موظفو خدمة مدنية حتى ولو اختارهم هو. بعض هؤلاء العاملين هم أقدم من الوالي في مكتب الوالي. لكن على أي حال فحتى في حالة الوزراء في الحكومة فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وكل إنسان مسؤول عن تصرفاته. لكن من أغرب ما قرأت في هذا الشأن ما كتبه أحدهم أو احداهن من أن الأرض تهتز تحت أقدام الخضر! ولعمري أن الأرض بالفعل تهتز تحت أقدام الخضر، ولكن لأسباب أخرى ليس من بينها قضية مساعديه. إن الأرض تهتز تحت أقدامه وأقدامنا جميعاً، بسبب معاول البناء والتشييد وبسبب الشيولات والحفارات التي تعبِّد الطرق وتحفر عميقاً لانشاء مجارٍ مسقوفة ودائمة لمياه الأمطار ولتشييد شبكة الصرف الصحي في ولايته. إن والي الخرطوم لم يقدم ضماناً مكتوباً بحسن سلوك مرؤوسيه طيلة مدة توليهم المسؤولية. هو عندما يختار شخصاً فإن ذلك يكون بمقتضى الظروف والزمن الذي تم فيه الاختيار, لكن لا أحد سوى الله يعلم ما يمكن أن يفعل هذا أوذاك. فدعوا الأرض تهتز تحت أقدام والي الخرطوم فهو لعمري سعيد بذلك وهذا ما جاء من أجله.وفقه الله وأعانه.
[/JUSTIFY]

الكاتب : عبد الرحمن الزومة
بين قوسين – صحيفة التغيير

Exit mobile version