أينما نظرت، ترى فتيات وشبابا ينفثن الدخان من انوفهم وافواههم، خصوصا طلاب الثانوية العامة والجامعة، وغالبا ما يكون السبب الرغبة في التخلص من الوزن الزائد، لان التدخين -حسب رأيهم- يقلل من الشهية، ويزيد من عملية الايض. ولكن هل حقا يساعد التدخين في تدفع عجلة حرق السعرات الحرارية في الجسم، وبالتالي يساعد في خسارة الوزن الزائد، بهذه السهولة؟
في الحقيقة، أظهرت بعض الدراسات بأنّ التدخين بالفعل يزِيد نسبة الأيض الأساسي في الجسم وهي النسبة التي يتم عندها حرق السعرات الحرارية في الجسمِ كلّ يوم كجزء من الوظائف الضرورية التي يقوم بها الجسم مثل إيقاعِ القلب، والتنفّس، والهضمِ، والتفكير، والحركة.
كل يوم نخسر 60-75 % من سعراتنا الحرارية عبر الوظائف الجسمانية الأساسية، ويقول الخبراء بأن التدخين بطريقة ما يزيد من نسبة الأيض بتحفيز النظامِ العصبيِ لإنتاج catecholamines – الهورمونات التي تسبّب تسارع نبضات القلب، وهكذا يحرق الجسم سعرات حرارية أكثر. ينتج النيكوتين أيضا المزيد من thermogenesis ، العملية التي ينتج الجسم بها الحرارة. هذا أيضاً، يسبب استهلاك الجسم للمزيد من السعرات الحرارية.
هذا وتقترح بعض البحوث بأنّ زيادة معدّل الأيض أثناء التدخين يمكن أن يساعد المدخن في حرق 200 سعرة حرارية إضافية كل يوم أكثر من غير المدخنين.
بعد هذه المعلومات، نتوقع أن كلّ سيجارة تساهم مؤقتا في زيادة نسبة الأيض، وبالطبع كلما زادت نسبة التدخين، زادت نسبة حرق السعرات. لكن هل يساعد التدخين في السيطرة على الوزن بسهولة أكثر؟
يعتقد الكثير بأنّ التدخين يقمع الشهيةَ وبأنّ المدخنين يأْكلونَ أقل من غير المدخنينِ. في الحقيقة، أكثر الدراسات اظهرت بأن المدخنين وغير المدخنينِ يأْكلونَ نفس القدر أَو أكثر أحيانا. أما سبب قدرتهم على الحفاظ على وزنهم فهو ليس قدرتهم على السيطرة على حميتهم الغذائية ولكنهم يأكلون كميات يمكن أن تحرق أسرع مع التدخين.
من ناحية أخرى، زيادة الأيض أثناء التدخين قد تكون سببا لزيادة أوزان بعض الناس عند التوقف تماما عن التدخين. بعض الناس يزداد وزناهم عندما التوقف. هناك العديد من المدخنين السابقين الذين يلجئون للطعام أكثرِ لملئ الرغبة الفارغة التي يتركها تدخين السجائر، لكن حتى أولئك الذين يحافظون على كمية ثابتة من الغذاء يخاطرون بزيادة في الوزن بسبب حقيقة أنّ أيضهم بلغ سرعةَ طبيعيةَ الآن لا يستطيع التوقف عنها.
لذا، بدلاً من أن القول بأن المدخن يكون ضمن وزنه ‘الطبيعي’ عندما يدخّن وبعد ذلك يكسب وزناً عندما يتوقّف، فالقول الادق هو أن المدخن قد يكون نحيلا بشكل إصطناعي أو مؤقتا عندما يدخن وبعد ذلك يعود إلى وزنه الطبيعي عندما يسمح لنظام الايض بالعودة إلى مستواه الطبيعي دون تدخل من النيكوتينِ.
بعد كل هذا، نستطيع القول بأن التدخين لا يصنف ضمن الإستراتيجات الفعالة لتدبيرِ الوزن. التمرين والأكل الصحّي سيضمنان لك نتائج إيجابيةَ عن طريق تسريع الايض بدون الآثار السلبية والقاتلةة والحرجة للتدخين مثل سرطان الرئة، الانتفاخ، بتر الساق، مرض قلب، التخثر في الرئة، السكتة، العقم، الخ. وبالطبع، فترة حياة أقصر.
المصدر :البوابة