** الأخ : الطاهر ساتي ..مع احترامي وتقديري لما تتناوله من مواضيع عديدة وقضايا في عمودك الذي تبعثه ( إلينا ) عند كل صباح جديد الا ان ما طرحته بخصوص مبادرة المؤتمر الشعبي التي قدمها أمينه العام الدكتور حسن الترابي لم تكن فيه موفقاً وذلك لاسباب منطقية أوجزها لك في النقاط الآتية ..!!
**مهما اتفقنا أو اختلفنا سياسيا ً فان لرموز الاحزاب في السودان دورمهم في عملية حل أزماته ، بحسب عامل الخبرة والتجربة ، ولا أقصد بأن رؤيتهم مقدسة لاتقبل النقاش..وهنالك من يحملهم المسؤولية التاريخية عن أخطاء سياسية وقعت منذ أن نالت البلاد استقلالها ، فليكن الرد على أصحاب هذه الرؤية : اذن دعونا نتعرف على مبادرات الاستاذ محمد ابراهيم نقد والامام الصادق المهدي ومولانا محمد عثمان الميرغني وشيخنا الترابي ، حتى نستطيع أن نخرج من عنق الزجاجة الى رحاب فضاء التنمية والتقدم والاستقرار..!!
** الامر الثاني أن رموزنا السياسية لديهم ارث وتاريخ وحكمة ومعرفة بأحوال السودان فلنقدم اليهم نحن مبادرتنا بأن يجلسوا مع بعضهم البعض – رغم أن البعض يرى هذه الدعوة مستحيلة – ويضاف اليهم من المؤتمر الوطني من يحمل تفويضاً حزبيا ً موثقا ً ، لأن الحوار يضئ طريق الحل مهما كانت المرارات والعذابات ، فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ..!!
** وأعود بك الى ماطرحته من خلال عمودك تسترجي المؤتمر الشعبي أن لايبادر وتضرب الامثال بمقولات ماقبل الثلاثين من يونيو « اذهب للقصر رئيسا « ، فهل تريد أن تكون الساحة السياسية ساكنة وأطراف البلاد تئن وتشتكي من أبنائها العاجزين عن رفع أثقال الهموم الجاثمة على صدورها ؟ ..مالك ساتي تصوب سهامك الى الهدف الخطأ ..؟؟
** مشكلة المؤتمر الوطني يا أستاذ أنه يدير معركته مع المؤتمر الشعبي في شخص الشيخ الترابي ويمد حبال الوصل للآخرين ، وبهذه الطريقة لن تحل معضلة وأزمة ومشكلة – سواء كانت ثنائية مابين الطرفين أو قومية تهم كل مكونات الوطن ، وأصحاب المبادرات الجريئة هم الخالدون في ذاكرة الشعوب ودونك كتب التاريخ ، أما المجاملون فحدهم انتهاء المناسبات العامة واطفاء السراج من بعد السراج..!!
** يا أستاذ فليكن كلامك : بادر يا دكتور الترابي فأنت صاحب الفكرة والتجربة والمشروع ، وتعرف قنواته ومايعيق وصول الماء الى بستان السودان اليابس..فمالك يا الطاهر حديثك غير طاهر ..وأكثر ما يثير عجب المراقب السياسي ان اتهامات الحكومة للدكتورالترابي لاتنقطع في المناسبات السياسية على شاكلة « العدل والمساواة الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي ، وأنه يقف وراء مشكلة دارفور ، وما الى ذلك من قول ) ..وختاما اختلاف الرأي لايفسد مودة ..ولك ودي وتقديري والسلامة ..!!
طلال اسماعيل – صحفي
القاهرة
** من إليكم : .. مرحبا أستاذ طلال ، شكرا على المتابعة والتعقيب ورد الله غربتك ، ثم الحمد لله الذي وهبك في السطر الأخير قناعة أن إختلاف الرأى لايفسد المودة ..وأحسب أن حديثي السابق ، بادر بأن لا تبادر ، أوغير الطاهر- كما تصفه اليوم – كان مجرد رأي ، ولم يكن قرارا جمهوريا ولا أمرا تنظيميا .. نعم مجرد رأي يختلف عن حديثك الطاهر أعلاه في فقدانه للثقة في نهج المؤتمر الشعبي ورفضه لمبادرته الأخيرة ، ومرد الرفض هو نهج الشعبي الذي لم يبادر يوما بمبادرة فيها خير الناس والبلد ، وهذا وذاك لم يجدا منه غير صناعة الأزمات ثم الصيد في ( المياه العكرة ) ..!!
** على كل ، أنت تثق في مبادرة حزبك وتؤيدها وانت حر في ذلك واحترم قناعتك ، ولكن أنا لا أثق في مبادرة حزبك وأرفضها ، ويجب أن أكون حرا في ذلك ، وكذلك يجب عليك أن تحترم قناعتي بدلا من وصفها بأنها غير طاهرة ..هذا ما لم يكن فهمكم الجديد للديمقراطية والحرية والعدالة وغيرها من الشعارات هو : تقسيم آراء الناس فى قضايا بلدهم إلى آراء طاهرة وأخرى نجسة …وهو أسلوب لا يصدرإلا من نهج لم ينضج بعد ..والله أعلم متى ينضج بحيث يقارع الرأي بالرأي وليس بتوزيع صكوك الطهر ونقضها … ولك الود ….!!
ساتي
إليكم – الصحافة الاحد 19/04/2009 .العدد 5679