– السحائي هو مرض يصيب الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي والمعروف باسم السحايا، كما يصيب السائل الدماغي الشوكي الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي.
٭ مسببات المرض:
– ينشأ في الغالب الأعم عن عدوى بفيروس أو بكتيريا أو فطريات أو ميكروبات أخرى، وعادة ما تنشأ العدوى في جزء آخر من أجزاء الجسم، ثم تسير عبر تيار الدم إلى السحايا، وقد تنتشر العدوى في تجاويف الجيوب الأنفية والأذن إلى المخ، وتنتقل العدوى مباشرة من شخص لآخر نتيجة لرذاذ الأنف وإفرازات الحلق لحامل الميكروب أي عن طريق الجهاز التنفسي.
٭ متى تعطى الأولوية لالتهاب السحايا؟
– إذا شككنا في الشخص بعد ظهور الأعراض والعلامات التالية:
الحمى والغثيان والقيء وفقدان الشهية والنعاس والتشنجات وارتعاش الأطراف وتيبس وتصلب العنق، تغير مستوى الوعي والتركيز، حساسية شديدة للضوء، الهلوسة وقلة الوعي، ألم في العنق والعضلات، تأثر القدرة الكلامية، شلل في الوجه، ارتخاء جفون العين، تهيج في التصرفات وسرعة في التنفس.
– أما في الأطفال قد تكون هناك علاقة ظاهرة ألا وهي تورم في فتحة المخ الأمامية في الرأس «اليافوخ».
– بعد هذه الأعراض يجب حمل المريض فوراً إلى أقرب مستشفى وهنا يأتي دور الطبيب المعالج في تشخيص المرض.
– يشخص المرض بعد الكشف السريري ومن الأعراض والعلامات يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من السائل الشوكي الدماغي فيها وتسمى هذه العملية «ببذل الظهر»، ووجود الجراثيم في السائل الشوكي تدل على الإصابة.
– أرجو من القراء الأعزاء عدم التخوف من عملية «بذل الظهر» لأنها سهلة وروتينية وتساعد في التشخيص السريع قبل حدوث المضاعفات، أيضاً يمكن وجود الجراثيم في الدم أو في مسحات تؤخذ من الحلق.
– عمل أشعة مقطعية للمخ، وذلك في مرحلة متقدمة لمعرفة المضاعفات.
٭ الوقاية خير من العلاج:
– تتم الوقاية من السحائي عن طريق الخطوات التالية:
– التطعيم ضد أنواع البكتيريا الرئيسية المسببة للالتهاب، حيث إنه لا يوجد لقاح يمنع هذا المرض تماماً، وذلك بسبب اختلاف أنواع الجراثيم المسببة له.
– عزل المصاب لمنع انتقال العدوى للأصحاء.
– يكون هناك تعقيم مستمر لإفرازات المريض وأدواته «إفرازات الأنف والحلق».
– وضع المخالطين للمرضى تحت المراقبة للاكتشاف المبكر لحاملي الميكروب، وإعطائهم المضادات الحيوية المناسبة.
– تجنب الأماكن المزدحمة، وخاصة في هذه الأيام من أشهر الصيف الحار.
– التهوية الجيدة في فصل الصيف وخاصة التهوية للمدارس والمركبات العامة.. الخ.
– الاستشارة الفورية من غير أي تأخير في حالة ظهور أي أعراض للمرض.
٭ العلاج:
– هذا يتطلب منا الوعي التام والتدخل السريع، فإذا شككت في أنك أو طفلك أو أحد أفراد أسرتك مصاب بالتهاب السحايا فاستشر طبيبك فوراً.
– الالتهاب السحائي البكتيري يتطلب علاجاً فورياً بالمضادات الحيوية.. التي يحقن بها المريض في الوريد بالمستشفى، أما الالتهاب السحائي الفيروسي لا يحتاج إلى علاج فيما عدا خافضات الحرارة والسوائل الوريدية.
٭ المضاعفات:
– العواقب الوخيمة التي يمكن أن تحدث جراء التأخير في العلاج..
– قبل أن نتحدث عن المضاعفات يجب أن نشير إلى خطورة المرض تكمن في إصابة الميكروب للأغشية المغلفة للمخ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى تكوين صديد واحتقان شديد، ويزداد بذلك الضغط على المخ والحبل الشوكي، وتتأثر المراكز الحيوية، مثل مراكز التنفس والقلب، والالتهاب السحائي هو من الأمراض التي قد تصيب بعاهات مستديمة حتى بعد الشفاء منه مثل: التخلف العقلي وخاصة عند الأطفال بحدوث شلل الأعصاب خاصة العصب السمعي والبصري والأعصاب المحركة للعين مما يؤدي لظهور الحول، وكثيراً ما سمعنا أن أحدهم قد فقد سمعه بعد الإصابة، انسداد في مجاري السائل الدماغي مما يؤدي لتضخم الرأس، التهاب بالأذن الوسطى وثقب طبلة الأذن وضعف السمع، حدوث الوفاة في الحالات الشديدة، التهاب بعضلات القلب وغشائه، الشلل النصفي أو في أحد الأطراف، مرض الصرع.
٭ نقطة أخيرة:
– الالتهاب الفيروسي هو النوع الأكثر شيوعاً، وأخف وطأة والحمد لله، فيصيب الأطفال بصفة أساسية، أما التهاب السحائي البكتيري فيعد من حالات الطواريء، حيث إنه قد يسبب الوفاة إذا لم يشخص ويعالج سريعاً.
– ينتقل المرض بشكل وبائي في موسم الحج والصيف نسبة للازدحام الشديد. ودمتم سالمين.
د. عبير صالح حسن صالح
صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة
[email]lalasalih@ymail.com[/email]