أديس أبابا.. لم أنتظر الخبر

[JUSTIFY]
أديس أبابا.. لم أنتظر الخبر

أكتب هذا المقال قبل انعقاد جلسة مساء أمس لأن عقدة المفاوضات هي هي.. والوفدان وصلا أديس بنفس الموقف الذي غادرا به العاصمة الأثيوبية عقب انهيار آخر جولة..

عرمان لا يهمه نقل الملف إلى مجلس الأمن إن لم نقل يسعده ذلك.. وعرمان يشعر أن الحكومة مضغوطة وقد تتنازل عن موقفها وتقبل بمناقشة قضايا السودان المختلفة، فبعد وقت قصير من وصوله أديس قال: “ليست قضية السودان في المنطقتين ولا يمكن فصلهما عن القضية السودانية”.

غندور وبنفس الموقف الثابت لوفد الحكومة وصل أديس وجدد تأكيده القاطع على رفض مناقشة قضايا السودان في منبر التفاوض مع قطاع الشمال..

فماذا ننتظر..؟ هل نتابع تصريحات رفع المعنويات أو تصريحات (الموسيقى التصويرية) للحدث مثل التصريح الذي أطلقه عضو وفد الحكومة منير شيخ الدين.. حول أجواء إيجابية في الجلسة، فتناقلته وسائل الإعلام باعتباره الخبر الوحيد وليس الأكيد؟..

عرمان يعتقد أن الحكومة مضغوطة في اتجاهات كثيرة؛ دولية وأمنية واقتصادية، والدولار يمضي نحو العشرة جنيهات والأمور (بايظة) وبالتالي فإن غندور بظنهم جاء هذه المرة ليسلم أوراقه لعرمان وجيشه..

وحكاية الجيش هذه نغمة جديدة وسقف عال جدا يباعد المسافات..

في اعتقادنا أن موقف الحكومة الأخلاقي يلزمها حتى بعدم القبول بالنقاش أو التفاهم حول مطلب قطاع الشمال بمناقشة قضايا السودان في هذا المنبر خاصة بعد المائدة المستديرة التي حسمت أين وكيف ستتم مناقشة قضايا السودان.. وأخلاقياً لا يمكن، وبأي حال من الأحوال، أن تقوم الحكومة بتمزيق كل أوراقها مع الأحزاب والخاصة بالحوار الوطني في الخرطوم وتقبل بما سماها عرمان (نيفاشا 2) فهذا أمر لا يقبله العقل ولا المنطق، أن تترك منبراً تروج وتحشد له القوى السياسية وتراهن عليه تلك القوى ذات الوزن السياسي، تتركه وتتركها تنتظر لتقول لها: عذراً لقد تخلينا عن النقاش والحوار والتزمنا بوثيقة جديدة حول قضايا السودان مع هؤلاء فقط لأنهم يحملون علينا السلاح ويخيفوننا به.. ويصرون على إقصاء الجميع بقانون الغابة..!

عرمان لا يريد اتفاقاً لو ظل متمسكاً بهذا المطلب.. وهو الآن يظن أنه أغلق أمام الحكومة بوابة (ناس أبوعيسى) من جهة والحكومة (حا تلف وتلف وترجع ليهو) ليستقبل النهر في المجرى الجديد هناك في أديس حيث سيستقبله حصرياً وبسدٍ عالٍ جداً اسمه بقاء جيش الحركة الشعبية ومناقشة قضايا السودان هنا في منبره وليس أي مكان آخر.. ما يعني إلغاء وتهميش وسفه الحكومة لمنبر حوار اجتمعت فيه قيادات وأحزاب بوزن الترابي والصادق المهدي وكل القوى السياسية المشاركة في الحوار.

عرمان يريد اتفاقا قسريا تحت عصا الضغط العسكري.. يريد اتفاقاً إذلالياً على طريقة (راسو في كرعيه يقبل).. اتفاقا غير سياسي ولا يمت للعمل السياسي بِصِلة..

أكثر ما أتوقع تحقيقه في جولة أديس هو هدنة عسكرية مؤقتة تسمح بوصول المساعدات إلى الأبرياء المنكوبين في مناطق الحرب.. لأن قطاع الشمال يراهن على قرار دولي يدين الحكومة ويسمح بتدخل عسكري.. يراهن على كرباج أسياده الأمريكان ولا يراهن على سلام ولا ينظر لمصلحة السودان أبدا..

فعلاً أجواء التفاوض في ساحتنا بددت عمر الوطن وستبدد ما تبقى.

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي
Exit mobile version