أين ذهبت الليالي السياسية!! آخر ليلة كانت يوم السبت 19 أبريل أي قبل ثمانية أيام.. ومنذ إطلاق حرية الليالي السياسية الجماهيرية لم تعقد سوى ثلاث.. حركة الإصلاح الآن.. ثم المؤتمر السوداني.. وأخيراً الحزب الشيوعي..
هل هذا هو كل ما كانت تطمح له المعارضة.. هل هذا هو حصيلة الصيام الطويل لأكثر من ربع قرن عن الحريات السياسية..
كنا نتوقع بمجرد إطلاق الحريات أن تكتظ ليالي الخرطوم والولايات بالندوات والتنافس السياسي والخطاب الجماهيري المفتوح.. لكن فقط ثلاث ندوات!! لثلاثة أحزاب.. أين بقية أحزاب المعارضة.. أين الأربعين حزباً التي وقعت وثيقة كمبالا..
ثم أين الأحزاب التاريخية الكبيرة.. حزب الأمة القومي.. الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل”.. أين المؤتمر الشعبي..
وحتى هذه الأحزاب الثلاثة التي دشنت ندواتها .. هل هذا هو كل ما في الكنانة.. هل (كمل الكلام؟؟)..
لا أريد كما سبق وقلت- أن أحفز الإحباط واليأس.. لكني مازلت مصراً أن هناك حاجة عاجلة وماسة جداً.. لمراجعة الخطاب السياسي للمعارضة .. والمسلك الاستراتيجي لها.
النظرة الاستراتيجية تتطلب الإجابة على سؤال واحد حتمي ومصيري.. ماهي الغاية المنشودة للحراك السياسي المعارض؟؟
بكل يقين لكل حزب معارض إجابته الخاصة به.. مترهلة بالحيثيات التي تتحدث عن سلاسل من المطالب المكرورة.. ومن هنا تأتي المشكلة التي تكبل العمل السياسي المعارض.. الجهل بترتيب الأولويات، وصناعة (البند رقم واحد) الذي يشعل جذوة العمل السياسي ويحرك الجمهور..
من عندي سأعيد تقديم الإجابة .. خدمة لأحزاب المعارضة عسى أن تخرج من السبات السياسي .. الغاية من العمل السياسي المعارض يجب أن تكون (فرض سيادة الشعب على القرار).. بعبارة أخرى تحريك الشعب بالدرجة التي تسمح له أن يزأر في ما يغضبه.. وأن يصرخ بكلمة (لا) فيما يرفضه..
بالله عليكم.. لو كان شعبنا سيد قراره.. هل كانت وزارة التعليم تجرؤ دون أن يطرف لها جفن- أن تعلن زيادة مرحلة الأساس عاماً إضافياً لتصبح تسع سنوات..
لو كان الشعب سيد نفسه.. هل كنا نحتاج سبع جولات تفاوض في أديس أبابا بين الحكومة وقطاع الشمال.. بينما الأهالي في جنوب كردفان تأكلهم نيران الحرب كل ساعة تمضي..
لو كان الشعب سيد نفسه.. (سيد نفسك مين أسيادك) هل كان الدستور يمزق إرباً إرباً كل يوم.. والفساد طوفان كاسح ماعاد يسلم منه مرفق.. والمال العام لا بواكٍ عليه..
ليس مطلوباً من الحراك السياسي سوى (إطلاق سراح الشعب) المارد القادر على فرض قراره فوق أي سلطة مهما قهرت واستبدت..
ليس مطلوباً من الحراك السياسي سوى أن يعلم الشعب كيف يزأر.. ويرفض..
مثل هذا الهدف لا يتحقق بالخطاب السياسي من طراز (وشوشني العبير).. مطلوب خطاب سياسي (أرض جو).. عال في السماء يرتفع بالروح الثورية للشعب..
ما زال اقتراحي على طاولة النظر.. تأسيس (قوى سبتمبر) بهدف واحد.. تدشين (البند رقم واحد).. البند الذي يشعل محركات الشعب السوداني للانطلاق..!!
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]