حلايب السليبة
سؤال بديهي قد يتبادر لذهن أي سوداني، متى بدأت علاقتنا مع مصر؟ هل بدأت منذ بناء الأهرامات واستخدام أهلنا سخرة لبنائها! ام بدأت بدخول محمد علي باشا ذو الأصول الألبانية التركية للبحث عن الذهب والعبيد ام بدأت مع الحكم الثنائي ام مع الإستقلال كل ما ورد عاليه قد يكون منطلقاً للعلاقة مع مصر التي ما فتئت تنظر الى السودان والسودانيين نظرة استعلاء من جانبها مصدقة حكاية الأخ الأكبر في ظل الإنفتاح السياسي العالمي وظلت على تاريخها تعتبر السودانيين أقل درجة منهم مستتبعة ذلك بنظرة دونية تنظرها مصر للسودان، هل ندخل في مقارنات العلم والذكاء والتحمل وغيرها ام نكتفي فقط بالصبر والتحمل الذي نمارسه ونحن ننظر لما تفعله مصر بجزء من بلادنا، جاءت واستعمرت ولما انتهى الإستعمار ظلت قابعة في مكانها لا تراوحها مؤكدة على مصرية حلايب وشلاتين ومستخدمة كل أنواع الإستفزاز لإثارة غضبنا والغريبة أننا لا نغضب ولم نغضب ولم تفور الدماء في عروقنا تجاه هذا السلب والنهب في وضح النهار ماذا تبقى من السودان نصفه غادر جنوباً وجزء منه محتل شمالاً وكلما حاول البعض خاصة الإعلام السوداني فتح هذا الملف تصدت حكومتنا لإسكات صوت الإعلام معللة ذلك بأننا لا نريد إزعاج الأخ الأكبر مصر ولنتساءل مرة اخرى ماذا قدم لنا هذا الأخ الأكبر هل ساعدنا في حرب الجنوب ام وقف مع الجانب الآخر؟ هل خرج من ارضنا ام لازال محتلاً لها ومقيماً فيها بوضع اليد هل ساعدنا في حل أي معضلة حدثت لنا بالطبع لا! ومع ذلك فقد أخذوا ذهبنا واستعبدوا أهلنا وأغرقوا مدناً بكاملها ومعها آثار لا تقدر بثمن لأجل بناء السد العالي الذي لايفيدنا في شئ وفوق ذلك يأخذون ما تبقى من حصتنا المائية ونعطيها لهم عن طيب خاطر وفتحوا بلادهم لكل المعارضين ثم من بعد ذلك يتطاول علينا اعلاميوهم بالسخرية والإستهزاء دون ان تطرف لحكومتنا عين ودون ان يمس لها طرف لماذا نتعامل بهذا الجمود مع قضية حيوية تهم الآف المواطنين القاطنين في تلك المناطق، سؤال أخير هل لا زالت حلايب محلية ام لا وان كانت محلية فأين معتمدها هل يقطن في حلايب ام خارجها وماذا يفعل حيال ما يحدث ان كان هناك معتمد معين لحلايب فاظن أنه أهم وأشجع معتمد في السودان كونه يحتمل هذا الضيق والإحتلال وكأن شيئاً لم يكن، أنظروا لأهل حلايب وأحكموا هل فيهم شبه للمصريين هل ملابسهم تشبه المصريين هل سحناتهم مصرية هل حديثهم مصري بالله عليكم انظروا واحكموا فمتى نسترد حلايب السليبة قبل ان يستفحل الأمر لو كان القرار بيدي لأغلقت الحدود مع مصر ولفتحت حلايب للهجرة من كل مدن السودان ولعملت على تنميتها وإزدهارها لتكون جاذبة ولحولتها لمنطقة سياحية من الدرجة الأولى.
(أرشيف)
حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]