السعادة . . تلك الشجرة المورقة لأوهامنا . ( 01 )

السعادة . . تلك الشجرة المورقة لأوهامنا . ( 01 )
مذ شحّ في حياتنا الفرح ، أغدقت علينا الحياة بوابل الأمنيات . لكأن السعادة مطلب مرهون بالأعياد والمناسبات ، التي تُذكِّرنا بفداحة خساراتنا السابقة ، وتُمنِّينا بأوقات أكثر بهجة .
إشكالية السعادة تكمن في عجزها عن الإمساك بالحاضر ، لذا قدرها أن تكون عصفوراً معلَّقاً على أغصان الذكرى ، أو طائراً يبني عشه على شجرة الترقّب .
ماذا لو لم تكن السعادة سوى في انشغالنا بإعداد عش الأمنيات ؟ ذلك الأحمق الذي قال : “عصفور في اليد أفضل من عشرة على الشجرة” ، أظنه كان طبّاخاً ، يستعجل طهي أحلامه ، ويفشل في إعداد مائدة حياته . أو لعلّه صيرفي ، يعمل في بورصة الدواجن . لو كان شاعراً لأدرك أنّ السعادة ، هي المساحة الفاصلة بيننا وبين الشجرة المورقة لأوهامنا ، التي تزقزق فيها عصافير أحلامنا الورديّة..
السعادة تحتاج إلى جناحين ، كي تطير بنا ، لكنها طائر لايحطّ طويلا ، هو دوماً على أُهبة الإفلات من يدنا ، عند أوّل سهو ، وعلينا أن نعيشها كلحظة شاهقة ، مهدّدة بالسقوط .
بعضنا يتسلّق شجرة المصادفة ، ويتعلّق بأغصانها ، وقد يقع أرضاً ويُصاب بخدوش أو كسر ما ، وهو يُطارد طائراً لن يمسك به . ثمّ ، قد يحدث أن يحطّ ذلك الطائر يوماً على درابزين شرفته ، أو يذهب حدّ تناول ما تساقط أرضاً ، من فتات عند أقدام مائدته . وتغدو السعادة عندئذ مرهونة بِتَنبُّه المرء إلى وجودها.. عند قدميه .[يتبع..

الكاتبة : أحلام مستغانمي

Exit mobile version