*مدخل أول:
لمَّا كانت الدكتورة مريم الصادق المهدي تزور منطقة العبيدية، كواحدة من المظان المهدوية التاريخية التي يجب تنشيط ذاكرة جماهيرها، في ظل احتدام المد الإنقاذي الذي استخدم بعض المشروعات التنموية في تلك المنطقة التي كما لو أنها سقطت من ذاكرة المركز طويلاً، يومها قال أحد شيوخ المنطقة، يا بنت الإمام كم احتجتِ من الوقت للوصول إلى العبيدية، قالت إن الرحلة استغرقت أربعة ساعات فقط، قال الرجل الشيخ “إن أباك كان يحتاج لأربعة أيام قبل طريق التحدي ليصلنا هنا في العبيدية!”.
*مدخل ثان
أعظم ما في هذه الرواية المتداولة، أن الجماهير بدأت تتخلص تدريجياً من المؤثرات العاطفية والتاريخية، وهي تحتكم إلى مبدأ تقديم الخدمات، على أن الحزب الأعظم في نظر الجماهير في مستقبل الاستحقاقات الانتخابية سيكون – لا محالة – (حزب الخدمات)، الصوت الانتخابي مقابل الخدمة وليس مقابل التاريخ لأمة تتطلع إلى المستقبل والحياة.
*متن أول:
وربما يعزز هذا التحول التوعوي الجماهيري مشهد إحدى جداتنا في الانتخابات الفائتة، وذلك لما سئلت لمن ستعطي صوتها، قالت وهي تشير إلى عمود الكهرباء الذي ينتصب أمام بيتها، سأعطي صوتي إلى هذا العمود، العمود الكهربائي الذي أحال ليل تلك المضارب إلى قناديل الكهارب.
*متن ثان:
والسؤال هنا، هي تستخدم الجماهير التي تحللت من العواطف والألقاب، هل تستخدم ذات الأسلحة ضد المؤتمر الوطني نفسه في الانتخابات القادمة!، أعني أسلحة التنمية سيما سلاح الطرق، فعلى الأقل إنْ عبرت جحافل نواب المؤتمر الوطني الانتخابات الفائتة للبرلمان على متن طريق التحدي الشرقي، ففي المقابل هل يخذل طريق التحدي غرب النيل حزب المؤتمر في الجولة القادمة.
*حسناً أعيد ترتيب القضية، حكومة المؤتمر الوطني هي التي ألزمت نفسها أمام التاريخ والشعب وصناديق الانتخاب بإنجاز طريق النيل الغربي الذي عرف (بطريق الحقنة – أم الطيور – الباوقة)، ولم يبق بيننا والصناديق القادمة إلا بضع شهور والطريق غرب النيل يراوح مكانه، والاحتقان الجماهيري يتمدد من الحقنة جنوباً حتى الجول وفتوار والسليمانية شمالاً!
*متن رابع
تكمن خطورة هذا الطريق في أنه يمثل طريقاً رديفاً وبديلاً لطريق التحدي المتراجع أمام زحف القاطرات البرية، كما أنه بمثابة (شفرة) لاندلاع التنمية في هذه المنطقة المنتجة التي يمر بها، غير أنه من منظور قومي سيتيح فرصاً أكبر لاستغلال ثروات الأسمنت والذهب والمعادن، أيضاً سيعوض المنطقة خسارة جسور حلة يونس جاد الله بربر والباوقة العبيدية، أما عن الثروة الزراعية والحيوانية فحدث ولا حرج.
مخرج أول..
تعالوا يا جماهير ولاية نهر النل نجعل العهد الذي بيننا وبين المؤتمر الوطني (طريق النيل الغربي)، إن تركه المؤتمر الوطني تركناه وإن أقامه أقمناه لطالما هو الذي فتح لنا الطريق إلى هذه الأشواق.
مخرج أخير
يجب أن نزلزل الأرض تحت حكومة الدامر علها تستيقظ فيما بقي لها من شهور لفعل شيء تواجه به الاستحقاقات الجماهيرية القادمة، ولاسيما هذا الطريق، وليكن ذلك عبر الصحافة وأجهزة الإعلام وتنظيم حملات التواصل الاجتماعي والمؤتمرات، فلا بد من الطريق الغربي وإن طال السفر..
*بالمناسبة أين مجلس ولاية المؤتمر الوطني؟!
بل أين المؤتمر الوطني؟!
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]