قال خبراء من مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال التي تقع في مدينة ممفيس بولاية تينيسي الأميركية أن هناك سلالة واحدة على الأقل من فيروس إنفلونزا الطيور الذي يُعرف اختصارًا بـ ( H5N1 ) تزيد من خطر إصابة الأشخاص الذين يتعافون منه بمرض الشلل الرعاش وربما غيره من المشاكل العصبية في وقت لاحق من حياتهم.
ومن خلال الدراسة البحثية التي قاموا بنشرها في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences، أشار الباحثون إلى أن تلك النتيجة التي توصلوا إليها قد بُنيت على أساس ما توصلوا إليه من نتائج خلصوا إليها من الدراسات التي أجروها على مجموعة من حيوانات التجارب. ووجد الباحثون من خلال دراستهم هذه أن الفئران التي تعافت من الإصابة بإحدى سلالات إنفلونزا الطيور كانوا أكثر عرضة دون غيرهم من الفئران السليمة للإصابة بتغييرات في المخ تكون مرتبطة بالاضطرابات العصبية التي من بينها الشلل الرعاش والزهايمر.
وكشفت الدراسة البحثية عن أن إحدى سلالات مرض إنفلونزا الطيور تتسبب في فقدان نسبته 17 % من نفس الخلايا العصبية التي تُفقَد لدى المرضى الذين يصابون بالشلل الرعاش، كما تتسبب في حدوث تراكم في بعض خلايا المخ من البروتين الذي يكون له دور في الإصابة بكلا المرضين. من جانبه، قال دكتور ريتشارد سميين، العضو المشارك في قسم بيولوجيا الأعصاب الإنمائية :” لا تتسبب هذه السلالة بشكل مباشر في الإصابة بالشلل الرعاش، لكنها تجعلك أكثر عرضة للإصابة”.
وتابع سميين حديثه بالقول :” في سن الأربعين تقريبا ً، يبدأ الأشخاص في الإصابة بحالة تُعرف بالتراجع في قدرة خلايا المخ، ويموت معظم الأشخاص قبل أن يفقدوا قدر كاف من الخلايا العصبية للإصابة بالشلل الرعاش. لكننا نعتقد أن هذه الإصابة بفيروس H5N1 تقوم بتغيير المنحنى. كما أنها تجعل المخ أكثر حساسية من التعرض لوعكة أخرى، وربما تشمل غيرها من السموم البيئية”. وقال الباحثون أن تلك السلالة محل الدراسة هي تلك التي تُعرف بـ A/Vietnam/1203/04 ، أما التهديدات التي تمثلها باقي الفيروسات، والتي تشتمل على وباء إنفلونزا الطيور الحالي، فلا زالت تخضع للدراسة.
ويعتقد الباحثون، وفقا ً لما ورد بالتقرير البحثي الذين خلصوا إليه، أن مرض إنفلونزا الطيور يطلق شرارة الاستجابة المناعية التي تستمر لفترة طويلة بعد زوال التهديد الأولي، وهو ما يهيئ المرضى لمزيد من الخسائر الفادحة نتيجة التعرض لوعكة ثانية، التي قد تكون إصابة أو عقار أو سموم بيئية أخرى. وفي تلك الحالة، يعتقد الباحثون أن فيروس الإنفلونزا هو أول وعكة تتسبب في الإصابة بالشلل الرعاش في وقت لاحق.
وفي الوقت الذي سبق لدراسات بحثية أن قامت بعزل فيروس H5N1 في الجهاز العصبي، كانت تلك هي المرة الأولى التي تُظهر فيها أي دراسة الطريق الذي يسلكه الفيروس لدخول المخ وكذلك في المرحلة التي تلي الإصابة. وفي النهاية، ختم سميين حديثه بالإشارة إلى أن الطريق الذي يسلكه الفيروس من المعدة وعبر الجهاز العصبي ومن ثم إلى داخل المخ يذكرنا بالطريقة التي يتطور بها مرض الشلل الرعاش.
المصدر :ايلاف