كل من قرأ وتابع تفاصيل حادثة ذبح السوداني المقيم بالمملكة العربية السعودية لأسرته ثم انتحاره هو الآخر بطريقة مأساوية وبشعة.. كل من قرأ هذه الحادثة أصيب بحزن بالغ ووجع مؤلم لغرابة الحادثة وفجيعتها والقاتل والمنتحر هو رب الأسرة الذي تغرب بأسرته بحثاً عن الرزق والحلال.. والأخبار الواردة من هناك تؤكد أن الرجل كان يعاني من حالة نفسية يبدو أنها بلغت قمتها وهو يتجرد من مشاعره الأبوية والإنسانية ليذبح فلذات كبده والنفس البشرية تجعلك لا تقوى أن ترى جناك تطعنه شوكة ناهيك أن تتسبب في إيذائه.
وأمس أيضاً حملت الأنباء خبر الشابة التي ذبحت ابنة شقيقتها الطفلة وقطعت أوصالها ورمتها في البئر لأنها مختلة عقلياً في حادثة لا تقل بشاعة أو شناعة عن الحادثة الأولى.. ومثل هذه الجرائم ظلت تتكرر على مدى الأعوام الماضية والفعل المتسبب فيه الأول هو الجنون والفاعل شخص لن يطاله القانون لأنه غير مسؤول عن أفعاله لتتضاعف المأساة والحزن في هذه الأسر والجاني والمجني عليه من دم واحد ورحم واحد!!.. وبالتالي لابد أن يبدأ المجتمع في معالجة هذه الظاهرة والحد من خطورتها بمواجهتها المواجهة السليمة التي تحفظ للناس أرواحهم وممتلكاتهم.. إذ لا يمكن أن تظل أسرة «تتستر» على جنون أحد أفرادها أو إصابته بمرض نفسي خوف العار والوصمة الاجتماعية لدرجة أنها يمكن أن «تحبسه» دون عرضه على طبيب خوفاً من أن يقال إن ود ناس فلان مجنون.. وهنا تظلم الأسرة نفسها وابنها إذ أن هذا المقيد المريض يمكن أن ينفلت في نوبة مرض ويتسبب في كارثة لا يعلم مداها إلا الله ويظلم هو نفسه بأن يمنع حقه في التداوي والعلاج ويظلم المجتمع وخطر داهم يتربصه هو قنبلة موقوتة يمكن أن تتسبب في كارثة.. خليكم من ده الآن وفي الخرطوم دي العشرات من المعتوهين والمبرشمين ومساطيل السليسيون يتمددون في الشوارع يرمقون المارة بنظرات الحقد والكره والشر دون أن يردعهم أحد وكأن السلطات لا تراهم أو أنها لا تريد أن تراهم!.. لذلك فإن مثل هذا التهاون غير مبرر ولن يجدي العويل والبكاء على الدم المسكوب.. وعلى الحكومة أن تحمي المواطن حتى يمشي آمناً مطمئناً في شوارع مدينته وأسواقها.. وعلى الأسر التي امتحنها الله ببعض المرضى النفسيين أن تعي أن السكوت على هؤلاء ربما يجعلهم يوماً يصبحون على بحار من الدماء فإما أن يتم علاجهم بالشكل المطلوب أو إيداعهم المؤسسات الصحية المختصة بمثل هذه الحالات رحمة بهم ورحمة بأنفسكم.
٭٭ كلمة عزيزة
منذ الأمس بدأت تباشير الخريف تظلل سماء الخرطوم مما يبشر أو ينذر والفرق كبير بين البشرى والنذير.. بخريف هطال سيعم الخرطوم.. فهل استعدت الولاية بمحلياتها السبع لهذا الخريف أم أن مشاكل كل عام ستتكرر وبالكربون والأعذار جاهزة!!.. بالمناسبة المرائل أم ربع مليار ضيعتوها واللا في عشان ما تشتروا تاني.
٭٭ كلمة أعز
حضاري ورائع أن تمارس الحرية التي هي حق أصيل من حقوق المواطنة.. لكن شتان ما بين الحرية والفوضى.. فالحرية المسؤولة تقودنا لبناء وطن رائع لأولادنا.. والفوضى تقودنا لهدم ما بنيناه!!
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]