عطبرة.. نقوش على جدار التاريخ

[JUSTIFY]
عطبرة.. نقوش على جدار التاريخ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﺭﻭﺍﻓﺪﻩ ﻭﻳﻨﺴﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮاء ﺗﺎﺭﻛﺎً ﺧﻠﻔﻪ ﺳﺮﺍﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺎﺭﺑﺖ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻬﺮ.. ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ الثلاثينيات، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺿﺪ أﻭﻻﺩ ﺟﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ أﺳﻜﺘﻠﻨﺪﺍ ﻭﻭﻳﻠﺰ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻘﺪﻡ الشهداء ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ ﻣﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍلأﺧﻀﺮ، ﻓﻜﺎﻧﺖ أﻓﻮﺍج ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺄﻥ الماءﺀ ﻭﺍﻟﻜﻸ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻗﺴﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮ ﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ أﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭنهض ﺑﻌﺪﻫﻢ (ﺍﻟﺴﻮﺍﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻄﺸﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﺳﺮﺓ ﻭﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﻳﺴﺔ).. ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﻋﺮﻗﻬﻢ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ، ﻓﻜﺎﻧﺖ 1955، ﻭﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻢ (ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺩ ﻛﺮﺟﺔ) ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺭ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺣﻤﺎﺭﻩ ﻭﻳﺒﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻣﺘﻨﺎﺯﻻً ﻋﻦ ﺛﻤﻨﻪ ﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺿّﻊ ﻳﻔﻄﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭﻳﺘﺄﺩﺑﻮﻥ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺷﺎﻫﺮﻳﻦ أﺳﻠﺤﺘﻬﻢ (ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ -ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ -ﻭقبلها ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ).. ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ.
ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺴﻜﺔ الحديد أﻛﺜﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻋﺴﻜﺮ ﺍلإﻣﺒﺮﺍﻃﻮرﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻳﺒﻜﻲ أﻏﻠﺐ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﺍﻟذﻛﺎﺭ:
ﻣﺎ ﺑﻨﺴﻰ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺑﻄﺮﺍ
ﺍﻟﻔﻲ ﻧﺺ ﺍﺳﻤﻮ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﺮﺍ.
ﻭﺗﻬﺪﺃ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺗﺮﻗﺪ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ أﺭﻭﻉ ﺳﻼﺡ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ أﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﺍﻓﻘﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ، ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺗﺸﺮﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺗﺮﺳﻞ أﺷﻌﺘﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ أﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ، ﻓﺮﻓﻌﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ إﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ.
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ “ﺭﺗﻴﺒﺔ” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻒ ﺳﻨﺪﻭﻳﺘﺸﺎﺕ ﺍﻟﻄﻌﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺾ ﺷﺮﻳﻄﺔ أﻥ ﺗﺤﻠﻒ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺴﻢ أﻣﺮﺍً ﻣﻘﺪﺳﺎً.. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ.. ﻭﺳﻮﻕ (ﺍﻟﺪﺧﻮﻟﻴﺔ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﻘﺶ) ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻀﻊ للإشراف ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭأﺭﺑﻌﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺻﺤﻴﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﻳﺔ أﺑﺮﺯﻫﺎ ﻣﻌﻤﻞ ﺍلأﻟﺒﺎﻥ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺻﺤﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﻳﺔ، ﺟﻮﺍﺭ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ، ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﻋﻤﺎﻝ ﺳﻜﻚ ﺣﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﺠﺔ ﻭأﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻛﺴﻲ – أﺑﻴﺾ ﺍﻟﻠﻮﻥ – ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﺎﻛﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﻠﻔﻮﻥ، ﻛﺎﻥ ﺍلإﻧﺠﻠﻴﺰ “ﺟﺰﺍﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً” ﻳﺨﻄﻄﻮن ﻟﻴﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻨﺪﻥ، ﺩﻳﺮﻱ ﻭأﻛﺸﺎﻙ ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻥ.. ﺗﺒﻌﺚ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺯﻛﻴﺔ ﻭﺗﻌﻄﺮ (ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻼﺕ) ﻭﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﻌﻢ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟذي ﺗﺨﺼﺼﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﺎﻱ يرﺗﻜﺰ إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺟﺪ ﻛﺒﻴﺮﺓ.. ﻭﻣﻠﻌﺐ ﺍﻟﺠﻮﻟﻒ ﻭﺍﻻﺳﻜﻮﺍﺗﺶ ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻮﺯﻉ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ.
ﺗﻠﻜﻢ ﻫﻲ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ أﻭﻝ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ (ﺁﻣﺎﻝ ﻭأﺣﻼﻡ) ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﻈﻠماً ﻭﻏﺎﺑﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وليست أﺳﻤﻨﺘﻴﺔ، ﻭﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﻌﻢ ﻣﺤﻤﻮﺩ الأﻤﻴﻦ ﻭﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﺮﺑﺎﻃﺎﺏ ﻭﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻢ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﺮﺷﺎﻳﺪﺓ ﻭﻳﺎﻓﻄﺎﺕ السينما ﻭﺑﺎﺋﻌو ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠوﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﻭأﺻﺤﺎﺏ أﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﻴﺖ..
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺭﻭﻋﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺩﺑﻮﺭﺓ ﻭﻣﻜﺘﺒﺔ ﺣﻨﺘﺒﻠﻲ ﻭﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻭﻓﻲ ﺭﻛﻦ ﻗﺼﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﻄﻌﺖ ﻣﺼﺮﻭﻓﺎﺕ ﺗﺸﻴﻴﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﺍﻟﺸﻐﻴﻠﺔ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻗﺎﺩﺭ إﻟﻰ ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﺖ ﺍلأﺯﻭﺭ، ﺛﻢ إﻟﻰ ﺳﻤﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺨﻴﺎﻁ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﺴﺘﺤﻘﻘﻦ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻦ ﻟﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺎﺯﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻜﻲ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍلأﺿﺤﻴﺔ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ الفداءﺀ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﺎﻓﻼﺑﻲ ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﻨﺎﺕ ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺴﻜﺔ الحديد ﺗﻘﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ 7 آلاف ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ، ﻭﺍلأﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍلإﺧﻮﺓ ﻭﺍلأﻗﺒﺎﻁ ﺑﻨﺎﺕ ﻭﺑﻨﻴﻦ ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍلإﺭﺳﺎﻟﻴﺔ ﺍلأﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻤﺒﻮﻧﻲ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﻈﻠﻠﻪ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻢ ﺍﺳﻜﺘﻠﻨﺪﻱ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺗﺤﺖ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺣﻖ الإنسان ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻣﺤﻮ الأﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺟﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ. ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻓﻖ ﺻﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻜﺔ الحديد. ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭأﺭﻭﻉ ﺍﻟﺴﻮﺍﻗﻴﻦ، كانا ﺍﻟﻌﻢ ﺣﺴﻴﻦ أﺑﻮ ﺭﻏﻴﻔﺔ، ﻭﻓﺎﻛﻬﺔ الموقف ﺣﺎﺝ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻳﻮﻡ ﺳﺨﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺒﻪ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﺳﺄﻟﻪ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻭﻗﻮﻓﺎً أﻣﺎﻡ ﻣﺤﻼﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍلأﺑﻴﺾ ﻋﻦ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺤﻞ؟ ﻭﻫﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﺳﻄﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺫﻫﺐ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﻗﻞ ﻟﻬﺎ: ﻋﻤﺘﻲ ﺍﻟﻄﻴﺮﺓ البيضاء.. ﻋﻨﺪﻙ ﺑﺎﺳﻄﺔ؟ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻣﻨﺬ السبعينيات ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﻭﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻐﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﻳﻨﻘﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﺠﻠﺔ (ﻫﻨﺎ ﻟﻨﺪﻥ) ﻭ(ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ) ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ إﻟﻰ أﺭﺗﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﺭﺵ ﻭﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻄﺒﺮﺓ أﻡ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﺯﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻞ، ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻼﻗﻴﻦ ﻭﺍلأﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮﻫﺎﺕ ﺗﻌﻄﺮ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍلأﻣﻜﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ.. ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎلإﻧﺴﺎﻥ ﻋﺒﺪ الله ﺍﻟﻔﻜﻲ ﻣﺤﻤﻮﺩ، إبراهيم ﻃﻠﺐ، أﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ، ﺧﻀﺮ إبراهيم ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﻓﻀﻞ الله، ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ، ﻭﻋﺴﻘﻼﻥ، ﻭأﺟﺰﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ، ﻭﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻜﺔ الحديد ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ، ﻭﺳﻮﻕ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻌﻢ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺣﻤﺔ الله ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻐﻔﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ إﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، أﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭأﺣﺒﻮﻩ، ﻭﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺰيهون ﺍﻟﻄﺎﻫﺮوﻦ، ﻭﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﺎﻓﻼﻭﻱ، ﻭﺣﺎﺝ ﺍﻟﺮﻳﺢ، ﻭﻣﻜﻲ ﺣﺎﻣﺪ، أﺣﺪ أﻫﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﻮﺗﻮﻛﻮﺭﺓ. ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻤﻨﺎ أﺑﻮ ﻛﺪﻭﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺞ ﻭﻳﺼﻠﺢ ﺍلأﺣﺬﻳﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﺷﺎﺭﻉ ﺍلشهداء ﺑﺎﻟﻤﻮﺭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺷﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺧﻠﻒ الله ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺎﺑﻲ، ﻭﺍﻟﺘرﺰﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻋﻮﺽ ﺧﻀﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻫﻲ ﻭﺍﻟﻌﻢ ﻧﻘﺪ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺯﻱ ﺍلأﻓﺮﻧﺠﻲ ﻣﻨﻘﺔ ﻭﺳﺒﺖ ﻭﺑﺮﻧﺎﺑﺎ.. ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﻴﻦ أﻭﻻﺩ ﺍﻟﺒﻴﻪ ﻭأﺑﻮ ﺧﻠﻴﻞ ﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍلأﻟﺒﺎﻥ ﺍﻟﻠﺬين ﺗﺮﺑﻄﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍلأﺧﻮﺓ، ﻭﻣﺤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻠﺒﻮﺳﺎﺕ ﻭﺍلأﺣﺬﻳﺔ أﺣﻤﺪ ﻭعلى ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﻞ ﻭﺍﻟﺰﻳﻦ.. ﻭﺍﻟﺠﻮﻫﺮﺓ ﻭﺍلأﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻣﺤﻼﺕ ﺧﻴﺎﻝ ﻭأﻭﻻﺩﻩ، ﻭأﻛﺒﺮ ﻣﺴﺘﻮﺭﺩ ﻟﻠﻌﺠﻼﺕ بأفريقيا ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﻢ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ الله ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﻌﺠﻼﺗﻲ، ﻭﻣﺤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻋﻤﻨﺎ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺩﻧﺎﻧﺔ، ﻭﻣﺎﻧﺪﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﻭﻓﻨﻲ ﺍﻟﻤﺎﻳﻜﺮﻓﻮﻧﺎﺕ، ﻭﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ أﻣﻬﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍلإﻃﻼﻕ، ﺍﻟﻌﻢ ﺑﺮﻧﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺑﺎﻟﻤﺴﺒﻚ ﻓﺘﻢ ﻓﺼﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺔ الحديد ﻋﻠﻰ أﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻜﺔ الحديد، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺣﺴﻦ وأبنائه ﺍلأﻓﺎﺿﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﺸﺮﻑ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ، ﻭﻋﻠﻲ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻋﻠﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺻﺎﺣﺐ أﻛﺒﺮ ﻭﺭﺵ ﻟﻠﻤﺮﺍﻛﺐ ﺳﻼﻣﺔ ﻟﻠﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻛﺮﺍﺭ أﺣﻤﺪﻭﻥ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻮﺍﺑﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ، ﻭﻭﺭﺷﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﺸﻴﺮ..
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﺼﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮﻳﻦ ﻻﻓﺘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺴﻮﻟﺔ.. “ﺑﻼﺑﻞ ﺍﻟﺪﻭﺡ”، “ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ”، “ﻟﻮﻟﻴﺘﺎ”، ” ﻗﺎﺭﺋﺔ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ”، “ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ” “ﺍﻟﻤﻔﺘﺨﺮ”، ” الوحدة”، ” ﺍﻟﻔﻈﻴﻌﺔ”، “ﺍﻟﻬﺒﺒﺎﻱ”، “ﻳﺎ ﻧﺎﺱ ﻳﺎ أﻫﻞ أﺑﻮ ﺣﺎﻓﻆ ﻭﺻﻞ” و”ﻭﺭﺍ ﺍﻟﺒﺴﻤﺎﺕ ﻛﺘﻤﺖ ﺩﻣﻮﻉ”..
ﻭأﺷﻬﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﻗﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻼﻕ.. ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ.. ﻭﻋﺒﺎﺱﺍﻟﺒﺸﻴﺮ.. ﻭﺣﺴﻴﻦ أﺑﻮ ﺭﻏﻴﻔﺔ.. ﻭأﺣﻤﺪ ﺍﻟﻜﺴﻼﻥ.. ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻨﻲ.. ﻭأﺷﻬﺮ ﺍﻟﻜﻤﺎﺳﺮﺓ.. ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.. ﻭأﺑﻮﺳﺒﻌﺔ.. ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﻮ.. ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻠﻴﻠﻤﺔ.. ﻭأﺷﻬﺮ ﻣﺤﻼﺕ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﺳﻤﺮﻭﻧﺔ ﻓﺘﺤﻲ ﺍﻟﺒﺮﻭﻝ، ﻭﺑﺎﺳﻄﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ، ﻭأﺷﻬﺮ ﻓﻮﻝ، ﻓﻮﻝ ﻋﻤﻚ ﻋﻮﺽ، ﻭﻛﺸﻚ ﺍلأﻧﺪﻟﺲ، ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ أبناء ﻛﻨﻮﺭ ﻭﺧﻠﻴﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻒ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﻭﺗﻜﺴﻮﻫﺎ بهاء ﻳﻀﺎﻑ إﻟﻴﻬﺎ أﻡ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭأﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪﻗﻮﺍ أﻥ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩﻝ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ لأﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﻭﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻓﺘﻨﺎﺯﻟﻮﺍ ﻋﻦ أراضيهم (ﻣﻠﻚ ﺣﺮ) ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﻨﻊ ﺍلأﺳﻤﻨﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﻭﺑﺎﻻً ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻳﻀﺎﻑ إﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ أﺑﻮ ﺟﻨﺰﻳﺮ، ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻃﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﺮ ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﻳﻀﻔﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻄﺒﺮﺍﻭﻱ ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﺍلأﺣﺰﺍﻥ..
ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ، ﻫﻲ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺗُﺒﻨﻰ ﻓﻲ ﺍلأحياء ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﺵ أﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﺒﻜﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎﻡ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ لأﻫﻞ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ إﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍلأﻭﻟﻰ ﻟﻠﻮﻓﺎﺓ ﻭﺍﻻكتفاءﺀ ﺑﺎﻟﻤﻴﺘﺔ ﺩﻭﻥ ﺧﺮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ.. ﻭﺍﻵﻥ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ إﻟﻰ ﻣﺄﺗﻢ ﻋﺮﻳﺾ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ.. ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ..!
ﻋﻄﺒﺮﺓ أﻡ ﺩﺍﻻﺕ.. ﺭﺑﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻭﻣﻘﻨﻊ ﺍﻟﻌﺰﺑﺎﺕ، يأتيها ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﻮﻥ ﻓﺘﻤﺪﻧﻬﻢ.. ﻭﻳﺄﺗﻴﻬﺎ أﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻓﺘﺄﺳﺮﻫﻢ، ﻛﺎﻧﺖ عشقاً ﻻ متناه، عشقاً أبديا، ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻚ إﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، ﻭﻟﻦ تشاء إﻻ أﻥ ﺗﺤﻞ ﻋﻀﻮﺍً بأحد أﻧﺪﻳﺘﻬﺎ.. ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ.. ﺍﻟﻮﻃﻦ.. ﺍﻟﺸﺎطئ.. ﺍﻟﻬﺪﻑ.. ﺍلأﻣﻞ.. ﺍﻟﻨﺴﺮ.. ﺍﻟﻔﻼﺡ.. ﺍلأﻣﻴﺮ.. ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ.. ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ.. ﺍﻟﻤﻮﺭﺩﺓ.. ﺍﻟﺠﻴﻞ.. ﺍﻟﻨﻴﻞ.. ﺍلجلاء ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ.. ﺣﺘﻰ ﺍلأﻧﺪﻳﺔ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ﻳﻀﺎﻑ إﻟﻴﻬﺎ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭأﻧﺪﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻳﻘﻒ ﻧﺎﺩﻱ ﺑﻮﻫﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺘﻬﺎ ﻭﺭﺣﻴﻖ ﻭأﺯﺍﻫﺮ ﺷﺎﺭﻉ ﻛﺴﻼ ﻭﺷﺎﺭﻉ الشهداء ﻭﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﻣﺪﻧﻲ، ﻭأﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺒﺮﺗﻪ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ.. ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﻭﻻ أﻋﺮﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ هو ريفي؟!..
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﻮﻣﻬﺎ أﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ “صلى الله عليه وسلم” أﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻧﺴﺘﻮﺻﻲ ﺑﺎلأﻗﺒﺎﻁ ﺧﻴﺮﺍً.. ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﻓﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﻭأﻭﻻﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻣﻊ إﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺮﻏﻢ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ أﻥ ﻳﻘﻄﻌﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ الطوال حتى ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻧﺤﻮ أﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ﻭﻛﻨﺪﺍ.. ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻓﺆﺍﺩ ﺟﻨﺪﻱ، ﻭﺩﻛﺘﻮﺭ ﻓﻠﺒﺲ ﻣﺮﻗﺺ ﻣﺤﺮﻭﺱ ﺑﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ، ﻭﺩﻛﺘﻮﺭ ﺑﻮﻝ اختصاصي ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ، ﻭﻓﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﺑﺎﺩﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻮفاء.
ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﻦ ﻳﺎ ﻧﺴﺎﻳﻢ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﺎﻓﻼﻭي ﺍﻟﺬي ﻋﺎﺵ في أﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ، ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺩس ﻋﺸﺮ، ﻗﺪ ﺧﻠﺪ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺤﻴﺚ أﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺬﻛﺮﻭﻧﻪ ﻭﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ.
رسالة من البريد

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]

Exit mobile version