أبو الجندب وديك تشارلي

[JUSTIFY]
أبو الجندب وديك تشارلي

وفي أخبار (رويترز)، أن رجال إطفاء في بلدة (ستيد) غرب ألمانيا، هبّوا للتحقق من حريق محتمل في بنك، ليجدوا أن جندب تسبب في إطلاق إنذار الحريق بشكل غير متعمد، وكشف مصادر نحلية لـ (رويترز) أن مارة اتصلوا بإدارة الإطفاء حين لاحظوا وميض ضوء إنذار الحريق في البنك، لكن رجال الدفاع المدني فوجئوا حين وصلهم بأن ما أطلق إنذار الحريق كانت حشرة جندب بطول خمسة سنتيمترات انحشرت بين خطي إمداد الكهرباء أثناء محاولتها فيما يبدو الدفاع عن نفسها من طيورٍ صيّاده.

وفي أخبار (ذي سكوتسمان)، أن مجلس بلدي اسكتلندي يسعى إلى استصدار حكم ضد صاحب ديك درج على الصياح في وقت مبكر وبصوت مرتفع، وبموجب هذا الحكم يود مجلس بوردز الزام كينيث ويليامسون بأن يلجم ديكه تشارلي البالغ من العمر ثلاث سنوات بحيث يلزم الصمت خلال الفترة من الساعة الحادية عشرة ليلاً وحتى السابعة من صباح اليوم التالي. وأشارت (ذي سكوتسمان) إلى أنه تم تسجيل صياح تشارلي واتضح أنه يتجاوز ما مقداره 30 ديسيبل، وهو الحد المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية.

ما يستفاد من الخبرين، أن حشرة صغيرة مثل الجندب يمكنها أن تجهجه مؤسسة (دولة) عريقة كالدفاع المدني، وربما (جهجهت) حكومات بأكملها، ولأن معظم النار من مستصغر الشرر، فإننا نعاني اليوم من حالة تشبه لظى والجحيم وسقر في كل شيء، في الاقتصاد، السياسة، الرياضة، الثقافة، الصحافة، وخلافهم، من المجالات الأخرى، وكل ذلك بسبب اعتماد الحكومة على بعض (الجنادب)، التي ظلت ترسل إنذارات كاذبة، وتقدم معلومات كاذبة، وتروج لأوضاع كاذبة، وبالتالي ما لم تحيل الحكومة هذه الجنادب إلى التقاعد، فإن ستظل تصدر قرارات خاطئة على الدوام.

أما ما يستفاد من خبر الديك، هو: أن لا أحد في هذا العالم صار مستعداً لسماع أي نوع من الصياح، والهرجلة، لأنهما أمران غير مفيدين، ففي عالم اليوم لم يعد أحداً يعير أذنيه ويصيخ السمع لذوي الأصوات العالية (والحلاقيم) القوية، إلا في هذا البلد الأمين، فكلما كان صوتك صاخباً وصيحاتك عالية مثل ديل (تشارلي)، كلما ارتقيت مراق سامية وسلكت دروباً ناعمة، وتمرغت في حرير الجاه والسلطان.

لكن، إذا ما أرجعت الحكومة البصر كرتين في هؤلاء (الديوك)، سينقلب إليها بصرها خاسئاً وهو حسير، وستعرف كم خسرت جراء هذا الصياح اليومي الذي ربما تتجاوز الصيحة الواحدة منه ما مقداره 30000 ديسيبل، مما يستوجب تدخل المجلس البلدي ومنظمة الصحة العالمية!!

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version