جديد بوكو حرام

[JUSTIFY]
جديد بوكو حرام

في غضون أسبوع واحد شهدت نيجيريا أعمال عنف نوعية من قبل حركة بوكو حرام لتؤكد تلك الأعمال أن مرحلة جديدة هي الأخطر من الصراع بين الحكومة المركزية وحركة بوكو حرام قد انطلقت، وأن الحملة الحكومية التي مضى عليها أكثر من عام ضد أنصار الحركة في الشمال الشرقي للبلاد لم تنجح في الحد من نشاط هذه الحركة التي ابتدرت مطلع هذا الأسبوع مرحلة جديدة من العنف من خلال ترك بصماتها، وإن لم تتبن رسيما حتى الآن ترك بصماتها في عملية جريئة بتفجير محطة للحافلات وسط العاصمة أبوجا ما أدى إلى مقتل 71 شخصا وإصابة 124 آخرين، وتدمير 40 من الحافلات والسيارات، في عملية أعادت للأذهان تفجير محطة الحافلات بمدينة كانو ثاني أكبر مدينة في البلاد بسيارة مغلومة في مارس من العام الماضي وأدى إلى مصرع 25 شخصا، كما شهدت أبوجا نفسها في العام 2011 تفجير سيارة ملغومة استهدفت المقر المحلي للأمم المتحدة، وأودى بحياة 21 شخصا وأصاب 60 آخرين.

وتكمن خطورة هذه التفجيرات الأخيرة في أنها نقل للمعركة من شمال شرق نيجيريا، حيث تقاتل القوات الحكومية عناصر الحركة في حالة طوارئ مفروضة على الولايات الشمالية نقل المعركة إلى قلب مدينة أبوجا عاصمة الدولة الأفريقية الأكثر سكانا ما يشكل تهديدا مباشرة للمدنيين والمصالح الإقليمية والدولية، كما أن الحركة تريد بهذه العملية الجريئة، حيث محطة الحافلات في أبوجا لا تبعد سوى أمتار عن مقار حكومية مهمة، تريد الرد على التصريحات الحكومية المتكررة بأن الحملة العسكرية ضد الحركة نجحت في كسر شوكتها، ولكنها بهذه العملية تضع حكومة الرئيس جونثان غودلاك في اختبار مصداقية صعب أمام الشعب.

الرسالة التي بعثتها بوكو حرام من خلال تفجيرات أبوجا تتجاوز المحلي في استعراض القوة وإرباك خطط الجيش النيجيري بتعدد مسارح العمليات إلى إشارات دولية لاسيما والتفجيرات وقعت على بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة الأميركية أنها أدرجت رسميا مجموعتي (بوكو حرام) و(أنصار) الإسلاميتين في نيجيريا على قائمة (المنظمات الإرهابية الأجنبية)، وهذا التحرك الأمريكي بوضع بوكو حرام على لائحة المنظمات الإرهابية يلزم أجهزة تنفيذ القانون الأميركي والمؤسسات التنظيمية بوقف الأعمال والتعاملات المالية مع (بوكو حرام) كما يجعل تقديم دعم مادي لها جريمة بموجب القانون الأميركي.

الحدث الثاني الذي شكل تحولا جديدا في مسار حركة بوكو حرام هو أقدام عناصر من الحركة على خطف أكثر من 100 طالبة من مدرسة ثانوية في ولاية بورنو، وكانت الحركة في السابق تستهدف المدارس لأنها قائمة على شعار (بوكو حرام) أي التعليم على النمط الغربي حرام، ولكن اختطاف الطالبات لإرغامهم على ترك التعليم يعد تحولا هو الأخطر.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version