[ALIGN=CENTER]الحجل بالرجل [/ALIGN]
أوقات الإنتظار الممل تتكرر أمامي.. دلفت داخل (المركبة) أتصيد المواقع والزيارات كي لا أعطي الخاطر والذهن لحظة واحدة لاجترار الذكرى المرة.. رائحة (الطعمية) تحاصر (المركبة) كلما تقدمت في المحطات وصادفت الأفران وقطع الخبز… الجو حولي محتشد بالحركة والأفواه المتحركة… أفتقدتك وسط كل هؤلاء وتذكرت (إجازتك) التي كنت تقضيها معي… فحياتي معك كانت مجرد إجازة كل أربعة أشهر تنزل فيها البلد… ثلاث إجازات هي عمر العام… تمر وأنت بجانبي كأنها فترة دراسية تحاول فيها جاهداً أن تحس كيف كانت تمر الأيام دونك وحينما توشك على المعرفة تكون قد أتممت (الأوكي) وغادرت عائداً إلى هناك.. وأظل أتصيد الزيارات والمواقع والمناسبات كي أملأ فراغ الداخل الذي أتعبني بتفاصيل الغياب المتكرر… (حمودي) كبر وصار يساعدني وكلما تأكد من ملامحك وقسماتك عادت الشهور تزاحم العودة للوراء .. ثم صارت الإجازة مرتين ثم مرة ومرة كل عامين .. إلى أن أيقنت أن حياتي يجب أن تجد لها شكلاً آخر .. لا أستطيع أن أكون بجانبك في تلك الدولة ولا يمكنني أن أقفز فوق ظروف عملك (البائسة) كما أنني لا أستطيع أن أدعوك للعودة النهائية، فأنا أعرف كيف تدبر أمورك هنا.. فأنت لا تحتمل الظروف المتقلبة ولا المفاجأة المتعاكسة، فكم تجرعت فشل تأسيس العمل هنا وتوطدت عندك فكرة النجاح بالخارج… ولكني اليوم رغم أن صوتك يرن على جوالي دائماً إلا أنني أنا الرجل والمرأة.. أحتمل الكهرباء والغاز وتفاصيل المدارس والأعباء المنزلية والإجتماعية و.. و..
آخر الكلام:
مررت الآن بقرب الإذاعة وتمنيت أن يسألوني ماذا أطلب ولمن أهدي (الحجل بالرجل).. إليك أهدي.
سياج – آخر لحظة