تحالفات تكتيكية لإنجاز الحوار

[JUSTIFY]
تحالفات تكتيكية لإنجاز الحوار

الحكومة حددت أسماء الممثلين للأحزاب المشاركة فيها في الآلية العليا للحوار الوطني بفرصة واحدة فقط للمؤتمر الوطني متمثلة في شخص البروف غندور.
والملاحظة المهمة هي أن التزام المؤتمر الوطني بحقوق حلفائه في الحكومة قلل نسبيا من فرص تمثيل الحزب في الآلية العليا والقائمة الخاصة بالآلية هي خير دليل.
بمعنى أن تحالفات الوطني قبل الحوار التي كانت الساحة تنظر إليها على أنها محاولة وضع (ميك أب) على واجهة نظام شمولي يسيطر عليه حزب واحد جاء الآن المحك الذي يخصم فيه وجود الحلفاء من فرص تمثيل الحزب الحاكم في طاولة من المفترض فيها التساوي في التمثيل.. فليس لطرف أغلبية أو أفضلية على الآخرين..
.. خطر ببالي أن هذا الحوار لو انطلق بتمثيل مستقل لكل حزب من الأحزاب المشاركة فيه فسيستمر إلى أجل بعيد وقد لا يتوصل إلى توافقات حسب الجدول الزمني المتوقع، لذلك فإن الطريقة الأفضل هي التكتلات وتجميع الرؤى المختلفة في تحالفات وكتل داخل قاعة الحوار بحيث تتمكن وتنجح الأطراف المختلفة من التوصل إلى نهايات سريعة لمرحلة الحوار نفسها.
الأفكار المتشابهة حتى ولو بينها اختلافات محدودة وغير أساسية يمكن أن تتجمع في تحالفات لتكون هناك كتلتان أو ثلاث على الأكثر داخل قاعة الحوار.
هذه التحالفات المرحلية الخاصة بفترة الحوار يمكن فضها بعد الحوار مباشرة إذا رغبت القوى والتيارات المتحالفة ضمن منظوماتها المختلفة، في الفض، كما يمكن استمرارها في ما بعد في مرحلة الانتخابات.
التحالفات والائتلافات بين القوى التي تحمل رؤى مشتركة أو أفكارا متقاربة تساعد كثيرا في تطوير الحالة السياسية في البلاد..
كما أنها تمنح الأطروحات والرؤى والمطالب المختلفة قوة دفع تأثير أكبر لتمريرها وتحقيقها.
يجب أن نستحي حين نتحدث عن مائة حزب سياسي في بلادنا فنحن في عالم تجاوز هذه المراحل وانتقل إلى أحزاب البرامج التي لها القدرة على الجمع بين أصحاب كل الأفكار المتوافقة أو المتقاطعة بشرط أن يتوافقوا على برنامج وطني مشترك.
وأنتم من قبل تذوقتم طعم وحلاوة التحالفات في بعض الدوائر الانتخابية عام 1986 حين حققت التحالفات في دائرة الصحافة حلما كان مستحيلا في ذلك الوقت وهو حلم إسقاط الترابي في دائرة (كيزانية) هي دائرة الصحافة وجبرة ونجحت التكتيكات برغم صعوبة المهمة لكنها حققتها بعد تجاوز الأحزاب لما بينها من اختلافات لتحقيق هدف تكتيكي محدود.
لا أدعوكم الآن إلى التحالف في الانتخابات القادمة لأنني أعرف أن ثقة الأحزاب في بعضها البعض صارت مثل ثقة هتلر في النساء.. حين استثنى فقط أمه ليس ثقة فيها ولكن حياء وخجلا.. تحالفوا في كتل ومجموعات لإنجاز الحوار بسلاسة وهدوء، ثم ومن بعد ذلك (الله كريم).

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي
Exit mobile version