الدفن ذاااتو

تلك الطرفة الشائعة التي تقول أن صاحب مطعم وضع على باب مطعمه لافته كتب عليها (بكرة الفطور مجانن) ، وكلما جاء الزبائن وجدو أن المقصود هو (اليوم التالي) الذي لا يأتي ابداً !!
حال هذه الطرفة هو حال (ملف خط هيثرو) الذي ما فتئنا كل عام وبين الفينة والأخري نستمع لتصريحات المسؤولين أن (بكرة الفطور مجانن) !!

في مارس من العام الماضي وجه لسيد رئيس الجمهورية بمحاسبة الجهات المتسببة في فقدان السودان خط هيثرو وإعادته، أو إعادة قيمته، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ حقوق الخطوط الجوية السودانية وذلك حسب ما جاء في تصريحات وزير النقل والطرق الجسور للصحافة في ذلك الوقت .
ولقد ظل العبد لله منذ ذلكم التاريخ يتساءل عبر (واواته) عن أسباب تأخر لجان التحقيق في إعلان النتائج ، إذ لا يعقل أن يستغرق التحقيق كل هذه السنوات في قضية بهذه البساطة (خط وإتسرق) ولقينا السارق (قادل) بيهو شنو يعني؟ كيمياء ؟ لقد طالبنا ولا نزال بمحاسبة المتورطين في بيعه وحفظ حقوق الشعب السوداني الذي أصبح يعيش معيشة ضنكا من أثر العوز والفقر .
لقد صرح السيد وزير النقل والطرق والجسور في مارس من العام الماضي (يعني ليهو سنه وشويه) بأن لجنة التحقيق في فقدان خط هيثرو توصلت إلى نتائج دامغة في القضية تدين مجلس إدارة الخطوط الجوية السودانية السابق، مما يعني أن المسألة (جاهزه) لتقديم (اللصوص) إلى العدالة وهاهو عام قد مضي منذ ذلك التوجيه وذلكم التصريح دون أن نسمع عن القضية شيئاً ليأتي السيد رئيس لجنه النقل بالبرلمان عبدالله مسار مصرحاً بصحيفة الوفاق عدد الأمس الأحد 13 أبريل بأن قضية خط هيثرو لم تدفن وأن المتورطين سينالون جزاءهم؟ (بكرة الفطور مجانن) !
ولنسأل السيد (مسار) سؤالاً مشروعا (هو الدفن ده شنوووو؟؟) ما ياهو جنس القاعد يحصل ده .. لماذا (من أساسو) ينتظر السيد وزير النقل توجيه الرئيس بمحاسبة الضالعين في بيع الخط؟ ولماذا (من أساسو) يتم عمل (لجان تحقيق) ؟ الشئ المعروف أن أن المخطئ يجب أن يحاسب في كل زمان ومكان دون ايعازاً من أحد بمحاسبته ودون أنشاء لجان تحقيق (تقعد بالسنوات ولسه) من أجل التوصل لمن باع الخط وهو أمر يمكن أن يتم التوصل إليه في أيام لأنو القضية واضحه وغير معقده وما عايزه (المحقق كونان) !!
لقد سئم المواطن السوداني هذاه المماطلة في تقديم (الفاسدين) إلى القضاء هذه المماطلة والمماحكه التي أصبحت تصيب الشخص بالغثيان والتي تشير إلى عملية التستر التي تمارس على من إستباحوا أموال ومقدارات هذا الشعب الصابر الكادح المسكين (الما عرف يلاقيها من مين وللا من مين؟) والتي تمد لسانها سخرية لحالة (النضافة) والتقي والزهو التي تتقمص المسؤولين وهم يصرحون (العارف ليهو فساد يجيب الوثائق) .. وثائق مين يا عم وبكره الفطور مجانن ّ!!
غني عن القول إن مثل هذا التستر على هذه التجاوزات والمخالفات التي تحدث من كبار المسؤولين بالحكومة وإيماءاتها التي تقول للمواطنين أنهم فوق القانون، أمر من شأنه أن يحبط الرأي العام ويقلل من ثقته في القيادة والشخصيات السياديه (ده لو فضل فيها ثقة) !
عموماً تبقى تصريحات المسؤولين حول قرب تقديم الضالعين في هذه السرقة المفتشرة والتي يصرح المسؤولون عبر وسائل الإعلام بين الفينة والأخري بتقديم الوالغين فيها إلى العدالة كذلك الإعلان الذي وضعه صاحب المطعم (بكرة الفطور مجانن) !!