اطلقوا سراح الخبز

[JUSTIFY]
اطلقوا سراح الخبز

*المنطلقات الجديدة للحكومة والنخب السياسية أثمرت حتى الآن إطلاق سراح حزمة من الأنشطة والفعاليات، كان على رأس هذه الانطلاقات، إطلاق حرية الصحافة ثم الممارسة السياسية.

*غير أني حزين جداً في المقابل، إذ لم تنطلق فعاليات أشواقي، لطالما هتفت هنا كثيراً (بإطلاق سراح محصول القمح)!!

*تحدث المستديرون حول طاولة أمنياتهم عن أي شيء تقريباً، عن مشروع الدستور ومشاريع الحاق المتمردين بطاولة المحادثات، ولم يتحدث أحد عن (إلحاق محصول القمح بالدورات الزراعية).

*أُطلق سراح المعتقلين السياسيين ولم يطلق سراح القمح، فلكل سلعة سياسية كانت أم قانونية بواكٍ إلا القمح فلا بواكي له، على الأقل بين هؤلاء المستديرين.

*لنفترض أننا نجحنا في خاتمة مطاف جولاتنا المستديرة هذه في إنجاز الدستور وتحرير مبدأ الحريات وتوفير مناخ كل الممارسات السياسية، ثم في المقابل لم تتوافر لنا في (سودان الحريات المرتقب) سلع غذائية في مقام (البنضورة والملوخية) فضلاً على القمح والزيوت والألبان!

*رجل في قامة الخبير الدستوري العالمي الدكتور حسن الترابي، الذي قيل إنه قد صنع دساتير لدول كبيرة في المنطقة وخارج المنطقة، استغرب كيف يغيب عن أجندة اهتماماته التاريخية قضية أساسية ترتبط (بقفة الملاح اليومية للجماهير)!

*وتكمن هذه الأزمة في أن سماحة الشيخ الترابي لم يكن إلا العقل المدبر والمفكر لمجموعة الإسلاميين السودانيين، ولم يكن الجميع إلا تلامذته، وربما لهذا وذاك تتزاحم الأجندات السياسية عند تلامذة الإسلاميين وشيوخهم وتتناقص فعاليات الزراعة والإنتاج!

*ولو استقدمت من أمري ما استدبرت لقلت لا قيمة لدستور لا تسنده الفيتريتة ويخذله القمح.

*الخبز عندي أقوى من الدستور، فعلى الأقل إن الشعوب يمكن أن تعيش بلا دستور، ولكنها لن تحيا بدون خبز لمدة يومين.

*بالله عليكم ما قيمة دستور بلده تستورد تسعين بالمائة من غذائها، ودعكم من فاتورة القمح التي بلغت مليار دولار، فنحن نستورد البنضورة والتفاح والبرتقال المصري والجنوب أفريقي!

*وبالمناسبة، إن هذه القضايا المترفة التي تناقش في القاعات المكيفة من ذوات الخمس نجوم، بدستورها وحتى حرياتها، ليست هي قضية الجماهير.

*وإذا ما خُيِّرت الجماهير بين الدستور والحريات والخبز، ستنحاز إلى الخبز، إنها لعمري تراجيدنا جماهيرية شعبية تفتأ تنظم لنا فقه الأوليات.

*فالخبز أولاً ثم عشر خانات فاضية ليأتي الدستور والحريات الحزبية النخبوية!

*وأزعم أن أحزابنا كلها من أقصى اليمين إلى (أقسى) اليسار لم تقم على مشروع اقتصادي إنتاجي واضح المعالم، فترفهم السياسي والحزبي هو الذي أفقرنا وأقعدنا.. والخروج دائماً من باب الكتيابي..

مكاء صلاة اليمين عليك

وحج اليسار إليك نفاق

واقطع حد ذراعي رهاناً

ستكبر ثم تراهم سمانا

ثم يشد عليك الوثاق

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]

Exit mobile version