آلآن.. وقد كنت فريقاً

[JUSTIFY]
آلآن.. وقد كنت فريقاً

*كنت احتفظ بصورة محترمة جداً لسعادة الفريق محمد بشير سليمان، وذلك عبر مسيرته العسكرية الناصعة سيما الفترة التي تسنم فيها ريادة (التوجيه المعنوي)، وسعدت أكثر يوم أن زف الرجل الفريق إلى منصة حكومة شمال كردفان، إذ لا يعقل أن تذهب تلك الخبرات التراكمية العسكرية منها والفكرية إلى قارعة التقاعد النسيان، إذ لابد من توظيفها والاستفادة منها سيما في بوادي كردفان ورمالها التي ترعرع فيها، فخيركم خيركم لأهله وسعادة الفريق خير لأهله.

*غير أن انقلاباً دراماتيكياً قد حدث في حياة الرجل الفريق تزامن مع تاريخ إرساله إلى المعاش، والتحول الذي أعنيه هنا ليس هو بحال تحوله من حزب المؤتمر الوطني إلى حزب الإصلاح الآن الذي يتزعمه الدكتور غازي صلاح الدين، لكن الانقلاب الذي أعنيه هو الخروج عن كل مسلماته القديمة، بل الأفظع في ذلك هو الخروج حتى عن المعايير المنطقية!

*وأزمة السياسيين معنا أننا نحصي ما نسوه من ممارسات وتصريحات، لنجعلهم مباشرة في مواجهة مواقفهم المتناقضية والمرتبكة.

*ولسعادة الفريق محمد بشير سليمان تصريحات عديدة منذ رحيله عن منظومة الحزب الحاكم، غير أني سأقف هنا عند ثلاثة تصريحات فقط.

*الأول تصريحه الأشهر الذي سارت به ركائب الصحافة والإعلام، وأعني قوله “إن هجرته من المؤتمر إلى الإصلاح بمثابة الهجرة من دار الكفر إلى الإيمان”، وهذا ما لم يقل به دكتور غازي صلاح مؤسس الحزب نفسه، وأترك جدليات التعليق والتقييم على هذه الهجرة لتقييم القارئ الكريم.

*ورد في لقاء سعادة الفريق مع صحيفة الصحوة العدد (32) الجمعة 11 أبريل 2014م في سياق (أزمات النظام)، أن تسعين بالمائة من إداريي الحكومة وأجهزتها هم من جذور أمنية!

ثم قوله (إن الناس لا يثقون في النظام).

*سيدي سعادة الفريق، ءآلآن وقد كنت فريقاً أمنياً وعسكرياً وأنت تمارس مهامك بوزارة شمال كردفان، فلئن كانت أزمة النظام هي العسكريين والأمنيين الذين استوزروا، فأنت يا سعادتك – لا سمح الله – كنت إحدى هذه الأزمات! ثم لماذا الآن!

*أما قولك بانعدام الثقة بين (المواطن والنظام) هو مالم تقل به طيلة وزارتك ومناصبك الحكومية، وسبحان الله مغير الأحوال من حال إلى حال، بأن الإنقاذ التي هتفت باسمها في المحافل وقاتلت بسيفها في جبهات القتال، تصبح الآن وبعد فقدان المنصب (مجرد نظام!) ثم تتوج كل ذلك بقولك فيها، ما لم يقله مالك في الخمر، بأنها (محض دار كفر)!

*سيدي سعادة الفريق سليمان، ولا تملك إلا نبارك لك هجرتك إلى (دار الإيمان)، وأنت تترك إخوانك الآخرين يرزحون تحت وطأة دار الكفر!

*والسؤال المفصلي، هل كان سعادة الفريق المثقل بهذه (الأقوال المأزق)، إضافة لحزب الإصلاحيين، أم كان عبئاً ومأزقاً لهم، إذ كيف يبررون أمام الرأي العام هذه المسوغات الباهظة؟!

*كثيرون هم الذين رجموا الحكومة والحزب والفكرة بأقصى الألفاظ وذلك حال فقدانهم لوظائفهم، ولكم تمنيت ألا يكون سعادة الفريق محمد بشير سليمان واحداً من هؤلاء، ذلك لكون الرجل يرقد على تاريخ نضالي وجهادي ووطني خالص وحافل وكبير.

والسلام..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]

Exit mobile version