رغم تأكيدات وزارة الثروة الحيوانية بولاية القضارف أنها خصصت فرقة بيطرية متكاملة للتدخل السريع بهدف إجراء مسح ميداني لتقييم الوضع، إلاّ أن من سمت نفسها بمصادر رسمية أكدت في ذات الخبر – خلو الولاية من أي وباء، وأن سلطات الولاية قادرةً على السيطرةِ على أي وباء.
وكنتُ أُخطط للكتابةِ عن (الخنزرة)، لكن تصريحات المصادر الرسميِّة القضارفية، هي التي جعلت (زاويتي) هذه، (تتحيون) أكثر، لتكتب عن (القِردِّية)، التي هي مُصطلح شعبي لكل ما هو بهلواني ومسلٍ، ولأن القردية ظلت سمة معظم التصريحات الرسمية، دعونا نتركها قليلاً، لنعد إلى (الخنزرة)، ثم نأتي إليها (تسليةً للختام).
سكّ القضارفيون هذه الأيام، مُصطلحاً جديداً إثر حملة الخنازير- وهو (الخنزرة)، إلاّ أن المُصطلح الجديد سرعان ما طوّر معانٍ أخرى مجاورة لمعناه الأصيل، فمثلاً يقولون إن (المحلية خنزرت سوق النسوان)، إذا ما (كشتهن)، أو (الوزير دا عايز يخنزرنا ولاّ شنو؟)، إذا ما أطلق تصريحات كثيرة في أمورٍ غير مُهمة، وغير حقيقية، أو (النادي الفُلاني خنزّر مُنافسه) إذا ما هزمه هزيمة نكراء.
إذاً، وطالما طوّر المصطلح نفسه بهذه السرعة الفائقة، و طغى وتجبر على معانٍ كثيرة في مجالات عديدة، فإنه من باب أولى أن تطور الخنازير الغازية التي من لدنها أُنجز هذا المصطلح قدرات مذهلة لمقاومة الفرقة البيطرية للتدخل السريع (تبع الحكومة). وما يدفعني لهذه الفرضية هو تلك (القردية)- أي البهلوانية، التي وسمت التصريحات الرسمية لحكومة القضارف، ففي الوقت الذي قالت فيه وزارة الثروة الحيوانية إنها خصصت فرقة بيطرية بهدف إجراء مسح ميداني لتقييم الوضع، أكدت مصادر رسمية أخرى ربما هي وزارة الثروة الحيوانية نفسها – خلو الولاية من أي وباء بسبب (غزوة الخنازير) كما أطلق عليها (البصير).
فكيف إذاً، تُفسر لنا الحكومة القضارفية، وصولها إلى تلك النتيجة خلو الولاية من أي وباء قبل أن تجري فرقة التدخل السريع بحوثها ومسوحاتها، لولا أن (القردية) أصبحت سمة وعلامة بارزة للتصريحات الرسمية.!!
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي