لن أنكر أنني انزعجت جداً للحادثة التي تناقلتها الصحف وحتى الوسائط الأخرى من واتساب وفيس بوك وغيره، وهي حادثة اختطاف الشقيقتين في أم درمان، ولأن الحادثة جاءت بسيناريو محكم وما يخرش الموية، صدقناها للدرجة أصبحت هاجس الكثير جداً من الأسر، خاصة وأن هذه الأيام هي أيام امتحانات يضطر فيها بعض الأبناء والبنات إلى تلقي الحصص والدروس الخاصة في الأمسيات، ولأن قصة الأختين لم تكن اختطافاً لطلب فدية أو لثأر عائلي أو شخصي، بل دخل فيها الإيحاء بأن للأمر علاقة بالاتجار بالأعضاء البشرية.. والبنتان صاحبتا الخيال الواسع أكدتا أن هناك من قام «بتعليم» أجزاء من جسديهما في إشارة لا تحتاج لذكاء أن تدخلاً جراحياً سيحدث لهما!! لن أنكر أننا انزعجنا، خصوصاً وأن الحادثة مرت عليها أيام ولم يتم التعليق من قبل الشرطة لنتفاجأ أمس بالحقيقة الصادمة، أن الفتاتين مجرد كاذبتين قامتا بتلفيق القصة هروباً من الامتحانات- على حد وصف البيان الصادر من الشرطة- والذي اعتقد أنه جاء صغيراً ومقتضباً مقارنة بحالة الهلع التي مثلتها الحادثة، ومقارنة بالتناول الإعلامي الذي صاحب الموضوع.
ودعوني أقول إن مثل هذه القصص المفبركة لن تكون الأولى ولا الأخيرة، وربما تتعدد بروايات مختلفة خطورتها في ما تسببه من خوف وفتح لباب الاجتهادات في زيادة الحبكة الدرامية للقصة من لسان إلى آخر، بل أنها تتسبب بلا شك في حالة من الانفلات الأمني باعتبار أن حوادث استئصال وسرقة الأعضاء البشرية هي من القصص التي يتداولها الناس لكن دون دليل مادي لها، اللهم إلا رواية فلان قال وعلان شاف.. وبالتالي لابد أن تقوم الشرطة ممثلة في قنواتها الإعلامية بتنوير وسط الشباب والشابات حول التداعيات والمآلات السالبة لهذه القصص البوليسية باعتبار أنها تخلق حالة من البلبلة والفوضى الأمنية والاجتماعية، التي لا لزوم لها، لكن الأهم من كل ذلك أن ترفع الشرطة الكرت الأحمر قوانين ومحاسبة وردعاً لكل من تسول له نفسه الترويج لمثل هذه الحكايات، لأنه ما ممكن كل يومين تلاتة نفاجأ بقصة جديدة بطلها شاب أو شابة «طلعوا» من بيتهم (يومين ثلاثة) وخوفاً من العقاب أو الفضيحة يلجأون الى زعزعة أمن مجتمع كامل ويتسبب ذلك في رسم علامات استفهام وتعجب لأحداث هي ليست موجودة في الأصل! واعتقد أن الأسر يقع عليها أيضاً دور كبير في التربية ومراقبة سلوك أبنائهم، لأن الانفتاح الذي نواجه به من خلال المنافذ الإعلامية قوية التأثير جعل ملكات الخيال تتخصب وتنمو لتنافس بهذه السيناريوهات الأوسكارية شاشات هوليوود وكان الله في العون.
٭ كلمة عزيزة
حملت الأخبار أمس أن أحد الوزراء الولائيين قد بلغت فاتورته مبلغ 01 آلاف جنيه حتة واحدة، ومؤكد أن سيادته الموجود داخل الولاية نفسها لا يحتاج لهذا الكم من المكالمات، حتى يتمم على عمل وزارته، وهنا تمد رأسها من جديد حكاية أن يكون الوزير في ولاية وأسرته في ولاية جديدة، لأنه مؤكد العشرة ملايين دي هي حصيلة تطمينات أسرية على الوالدة وأم العيال.
٭ كلمة أعز
الحزب الشيوعي طالب بإسقاط حكم الإعدام عن عرمان وعقار حتى يتمكنا من المشاركة في الحوار الوطني! طيب لنفترض أن حكم الإعدام قد ألغي بحقهما ولم يتزحزحا قيد أنملة عن مواقفهما المتعنتة، يكون حق الأبرياء راح شمار في مرقة.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]