يحكى أن حربا من نوع خاص تشن هذه الأيام في دول عربية عدة ضد بعض قنوات الأطفال المنتشرة وذات المشاهدة العالية وعلى رأسها قناتي MBC3 وCN، ويقود ويوجه هذه الحرب مجموعة كبيرة من المشايخ ورجال الدين، الذين يرون أن البرامج والمسلسلات التي تبثها هذه القنوات تأتي ضمن مشروع (تغريبي علماني) يسعى إلى تغيير البنية المجتمعية في البلدان الإسلامية بحيث تتوافق وتتطابق مع الثقافة الغربية، وتقود بالتالي إلى انسلاخ كامل من (الدين الإسلامي) ومن الثقافة والعادات المحلية لشعوب تلك البلدان، لذلك كما يرى قادة الحرب اخترت تلك الجهات التي تستهدف البنية المجتمعية الإسلامية (الأطفال) باعتبار أن عقولهم الأقرب إلى التشكيل والتنميط بالصورة التي يودها من يوجههم.
قال الراوي: في الحقيقة انطلقت شرارة الحرب على قنوات الأطفال (الكرتونية) قبل أعوام، لكن تصاعدت حدتها في السنتين الأخيرتين حين تصدر لها الشيخ المعروف محمد العريفي، وأطلق عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مجموعة كبيرة من التغريدات تطالب الآباء بمقاطعة قنوات MBC ولاسيما قناتها للأطفال، ليتلقف بعده مجموعة من تلاميذه والمشايخ الآخرون الخيط ويطلقون هاشتاقا على (تويتير) على ذات المنوال يطالب بمقاطعة قنوات المجموعة، ويوضح أنها تعمل على (تغريب) المجتمع المسلم وتشويهه ووو.. بالطبع في الجانب الآخر تصدت إدارة القنوات لهذه الحرب وأوضحت رؤيتها حول البرامج المقدمة وسياستها التي تدير بها قناة الأطفال واتهمت من يحاربونها بأنهم يفتقدون للحسين (الحضاري) و(الثقافي) وأن إثارتهم للقضية ترتبط بمصالح شخصية أكثر من كونها خوف على (أطفال المسلمين).
قال الراوي: في الأسبوعين الأخيرين وجه (المحاربون ضد التغريب) ضربة عنيفة بحسابات التأثير الجماهيري إلى قناة MBC3 وأضافوا إليها قناة أخرى للأطفال اسمها Cn، قوة الضربة جاءت من رصد محاربي التغريب لمسلسل كرتوني يعرض على MBC3 باسم (الأبطال الـ 99) قالوا إنه يرمز إلى أسماء الله التسعة والتسعين، وتلك جرأة ما بعدها جرأة على الذات الإلهية وانتقاصا من المقدسات ووووو طالبوا الآباء بـ (أخرجوا قنوات mbc من بيوتكم)، أما القناة الأخرى فقد رصد المحاربون فيها عددا من المشاهد (الكرتونية) التي عدوها مخالفة لـ (الشرع) و(الفطرة الإنسانية) وتدعو إلى (زنا المحارم) وتربي الأطفال على مفاهيم الاختلاط والجنس والفسوق!
ختم الراوي؛ قال: في ردها المقتضب قالت MBC3: “أن القيّمين على القناة وبرامجها جلّهم من الأمهات والمختصّين الحريصين على ما يشاهده أولادهم بقدر حرصهم على ما يتابعه جميع الأولاد، من كافة الفئات والأعمار”.
استدرك الراوي؛ قال: ممَ يحاف الناس؟ وأين هم من مكمن خوفهم؟
أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي