تمكن العلماء من فك الشفرة الجينية لفيروس الايدز”اتش اي في 1″ المسبب لمرض فقدان المناعة المكتسبة، بعد أن تم الإعلان مؤخرا عن اكتشاف نوع جديد من الفيروس قد يهدد مستقبل البشرية ينتشر في أجسام البشر بصورة سرية، دون أن يتم التوصل حتى الآن إلى تبيّن آثاره ودرجة خطورته.
ويأمل العلماء بعد تمكنهم من فك الشفرة بأن يمهدوا الطريق لفهم أفضل لكيفية عمل الفيروس معتبرين أن التقنية الجديدة قد لا تؤدي فقط الى علاجات جديدة ضد الفيروس القاتل غير القابل للشفاء وإنما أيضا ضد فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا وتلك التي تسبب نزلات البرد الشائعة.
واتضح نتيجة للتجارب أن فيروس الإيدز يختزن خاصياته الجينية في تركيبات أكثر تعقيدا مقارنة بحال الفيروسات الأخرى. ويحتمل أن يتيح البحث الأخير للعلماء فرصة التعرف على المعلومات الجينية المختزنة في الأعماق.
ومن المعروف أن هناك حتى الآن نوعين من فيروس نقص المناعة المكتسبة، وهما”اتش اي في 1″ و”اتش اي في 1″، اللذان كان أساس نشأتهما فيروسات مختلفة ظهرت لدى القردة.
ويقسم فيروس “اتش اي في 1” إلى ثلاث مجموعات، وهي”ام”، و”او”، و”ان”، ويمثل الفيروس الجديد الآن المجموعة الرابعة التي حملت اسم “بي”. ويعد فيروس الإيدز أحد أشد الفيروسات خطورة، خصوصا وأنه يصيب جهاز المناعة عند الإنسان معرضا إياه لشتى أنواع الأخطار والجراثيم، ولم يتم حتى الآن في إيجاد علاج له، باستثناء أدوية قد تؤجل أو توقف تطوره.
ويحمل فيروس الإيدز خاصياته الجينية في قناة جينية واحدة “آر إن آيه” كما هي الحال في فيروسات الانفلونزا والتهاب الكبد الوبائي “هيباتيت سي”، وليس في قناتين جينيتين “الحمض النووي”.
ويعتمد حمض “دي.ان.ايه” على لبنات بناء تسمى نوكليوتيدات لنقل المعلومات على ضفيرتين لبناء الشفرة الجينية. وأما حمض “ار. ان.ايه” فله ضفيرة واحدة ويعتمد على انماط التواء معقدة لنقل المعلومات وايضا على النوكليوتيدات.
وقال العلماء الذين أنجزوا البحث المذكور، وهم من جامعة كارولينا الجنوبية، إنهم ينوون استخدام المعلومات التي حصلوا عليها لمحاولة إجراء تغييرات طفيفة على الفيروس. وسيحاول العلماء رصد تأثير التغييرات التي يجرونها على نمو الفيروس لتحديد الأجزاء الحيوية في تركيبه.
وتسعى منظمة الصحة العالمية لتحقيق هدفين أساسين بخصوص فيروس الإيدز وهما: التمكّن، بحلول عام 2015، من وقفه ومنع العدوى بفيروسه وبالتالي دء انحساره اعتباراً من ذلك التاريخ، والهدف الثاني إتاحة خدمات الوقاية والعلاج والرعاية فيما يخص الأيدز والعدوى بفيروسه للجميع بحلول عام 2010.
طبقا لآخر تقديرات المنظمة بلغ عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة حتى الآن 50 مليون شخص، وقد توفي حتى الآن أكثر من 16 مليون شخص بسبب أمراض لها صلة بالإيدز.
وكشفت الأمم المتحدة عن أن الإصابة بفيروس الإيدز في ازدياد مستمرّ في الدول النامية على الرغم من جهود الوقاية التي تبذلها هذه الدول.
ولا تزال الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى مثل بتسوانا وزيمبابوي وناميبيا هي الأرفع نسبة في حالات الإصابة بالفيروس.
وتعمل العديد من الهيئات ـ إلى جانب منظمة الصحة العالمية ـ على مكافحة الفيروس ووقف انتشاره، فمنذ سنة 2000 استطاع البنك الدولي تعبئة أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي لصالح ما يزيد على 30 بلدا في أفريقيا جنوب الصحراء لمحاربة هذا الوباء.
ويقول البنك، بعد صدور إستراتيجية “برنامج العمل” الخاصة به، إنه بصدد الانتقال من دوره في “الاستجابة الأولية لحالات الطوارئ” بوصفه الممول الرئيسي لبرامج مكافحة فيروس ومرض الإيدز في العالم، إلى الاضطلاع بمهمة جديدة تقوم على أهداف إستراتيجية جديدة أهمها تدعيم قدرات الرصد والتقييم في البلدان المعنية لتتبع كفاءة وفعالية وشفافية إجراءات وتدابير مكافحة فيروس ومرض الإيدز وبناء أنظمة صحية وائتمانية أكثر قوة.
المصدر :العرب اونلاين