يا الخرطوم تشيلي منو؟

أنا بصراحة كده وصلت لقناعة لا يستطيع أحد أن يجادلني فيها أن السبب الرئيسي الذي يجعل دولاب العمل في الولايات الممتدة في كل بقاع السودان.. عملاً بطيئاً غير ذي جدوى يمشي بسرعة السلحفاة وينظم بذاكرة السمك السبب الرئيسي لذلك أن معظم إن لم يكن كل من يعملون هناك في حكوماتها يعملون بمبدأ الإعارة أو الانتداب ده في أحسن الظن أو على طريقة الخدمة الإلزامية.. يعني الواحد شغال هناك أداء واجب وأهو شغل أفضل من قعاد الضللة، وأقول ليكم كيف وصلت لهذه القناعة ومعظم الولاة أو الوزراء أسرهم بالخرطوم.. يعني الواحد هناك شغال في منطقة شدة لا يستطيع أولاده المرطبين البقروا في مأمون ويتعشوا في أوزون.. لا يستطيعون أن يغادروا الخرطوم أو يبارحوها لحظة.. وبالتالي فإن هؤلاء المسؤولين شغالين بطريقة راجل المرتين كل أسبوع في ولاية! أسبوع في الخرطوم ويك إند وأسبوع شغل حيث يفترض أن يعمل ولعل عدم الانتماء هذا يوضح بالضرورة أن البنية التحتية لمعظم الولايات هي تحت خط المفروض والطبيعي الذي يحقق لإنسان هذه الولايات الحد الأدنى من الإنسانية!!.. فلو أن ابن الوزير يدرس في مدارس الولاية فمؤكد أن سيادته سيعلم مقدار البؤس الذي يعانيه تلاميذها.. لأن ولده سينقل له خبر الفصل الواقع! والموية الحارة! والأستاذ الما جاء.. لكن يعرف من وين وابنه في الخرطوم يدرس في مدارس لغات يجيبه سواق ويوديه سواق!! يستطيع الوزير هناك أن يعرف خبر المستشفي لو أن زوجته مرضت بالليل وذهب للحوادث ولم يجد فيها أحداً أو ذهب للصيدلية وما لقي الدواء العلاني لكن حيعرف من وين والمدام قاعدة في الخرطوم ترتاد المستشفيات الخاصة من شاكلة «الليمونة وين تلقونا» أكبر دليل على أن هؤلاء المسؤولين قاعدين في الولايات أداء واجب.

ما جاء على صدر الزميلة الصيحة أمس الأول من أن وزراء ولاية البحر الأحمر ومسؤوليها يطالبون ويطلبون من والي الخرطوم قطع أرض للسكن بالعاصمة.. لأنه وعلى حد تبريرهم أنهم محتاجون للاستقرار في الخرطوم نسبة لوجود أبنائهم بها ورغبتهم في التواجد معهم.. وأضافوا أنهم يرغبون بالتصديق لهم بهذه القطع السكنية رغبة منهم أن يكونوا بجوار أبنائهم وجواركم.. عليكم الله هسي الواحد يضحك واللا يبكي أمانة في ذمتكم ولاية البحر الأحمر ما فيها مدارس واللا ما فيها جامعة.. بعدين أفهم أنه عندكم رغبة أن تكونوا بجوار أولادكم دائرين تكونوا جنب الوالي لشنو؟! أعتقد أن هذا قمة ما وصلنا إليه من لا مسؤولية ولا أنتماء لهؤلاء المسؤولين تجاه مواطنيهم!.. على فكرة أصحاب هذه الطلبات هم حكومة 9002 ولا أدري ما هي طلبات الذين أعقبوهم ده كان أتغيروا في الأساس!!.. لذلك فإن هذا الواقع المر والعلقم يجعلنا نطلب من السيد الرئيس أن يعين في كل ولاية أبناءها على كل المستويات بدءاً من الوالي حتى معتمدي المحليات على الأقل.. لأنهم عارفين ببواطن أمورها وقلبهم عليها وما برضوا فيها!.. أما العينه في مرتب الولاية ومخصصاتها ويعتبر نفسه مغترباً هناك فده ما لازمنا ويا الخرطوم تشيلي منو؟!

٭ كلمة عزيزة

٭٭ اتصل عليّ أمس الأخ نزار من منظمة بسمات الخيرية لسرطان الأطفال ليخبرني أن المدير الطبي لمستشفى السرطان قد أبلغهم بوقف عملهم الطوعي داخل المستشفى.. وعندما استفسر عن السبب علم أن ذلك سببه نداء تلفزيوني وجهه في استضافة تمت معه لجهاز خاص بأطفال السرطان ومدير مستشفى الذرة قال إن المستشفى ليس في حاجة لهذا الجهاز.. لأن عندهم ستة منه موجودين في المخزن!!.. ده على أساس أن المخزن بيأخذ جرعات كيماوي واللا شنو؟.. يا جماعة هذه التكتلات واللوبيات هي السبب الأساسي في تردي العمل العام وهذه (المكاجرة) لا تنفع في العمل الطبي والإنساني.. لأن ضحاياه أطفال لا ذنب لهم!!

٭ كلمة أعز

٭٭ استجابة دكتور عبد الرحمن الخضر بتوفير عربة لأطفال السرطان عند مشاهدته للحلقة التي قدمتها مع أطفال السرطان تؤكد أن هؤلاء المسؤولين إن وصلهم قصور أو نداء لا يتأخرون عنه.. لكن المشكلة أن الشخوص المناط بهم توصيل صوت الغلابة ساكتين وصامتين لي شنو ما عارفة؟