(بي بي سي)، ومنذ إعلان الرئيس البشير عن القرارات الأربعة.. التأريخية، الصاروخية والمفاجئة والتي أعلنها بأقصر طرق التعبير وبأفصح لغات الإبلاغ والبلاغ الذي لا يحتاج للشرح ولا للتفسير.. منذ ذلك الحين و(بي بي سي) تكرر تقريراً إخبارياً ألف مرة في الساعة يقول لأبوعيسى.. هل هذه هي..؟ فيرد أبوعيسى بلسان متثاقل.. لا ليست هي التي نريدها..!! ليدخل الملف إلى (داعوس) المكاواة- السياسية ليس للنظام فقط بل للشعب السوداني أيضاً..
والواضح جداً والمفهوم للجميع أن موقف تحالف أبوعيسى الذي أعلن عن رفضه المشاركة والمباركة للقرارات التي تطابقت مع ما طرحوه، هو موقف ملئ بالمغالطات التي تبدأ بإقرار صريح من رئيس التحالف في تصريحاته لموقع (قدس برس) أمس بأن ما أعلنه البشير هو ذاته الذي طالبت القوى الرافضة للمشاركة بتحقيقه قبل الحوار. لكنه لم يستجب لها وأعلنه البشير للحاضرين.. ولن يقبل به الغائبون..!!
أبوعيسى قال للإعلام بالنص أمس (إن الخطوات التي أعلنها الرئيس البشير أمس الاثنين في الحوار من إطلاق سراح المعتقلين ومنح الحريات السياسية والإعلامية وغيرها من القرارات هي ذاتها التي طالبنا بها في قوى الإجماع الوطني، لكن لم يتم القبول بها إلا على طاولة الحوار)..
(طيب) هل تقصدون تحميل الوطن ثمن معاندة غير موضوعية للنظام، بغرض إثبات الوجود والانتصار للنفس..؟
جاوبنا.. يا أخانا.. أنت تقود تياراً سياسياً من المفترض أنه تيار وطني معارض ومسؤول، فماذا لو تجاوزت هذه الشكليات والنفسيات والأوهام..؟ ومن أنت أصلاً يا أبوعيسى بالنسبة للشعب السوداني حتى تتحمل البلاد ثمن عدم انتصاراتك النفسية على النظام.. بمنطق مفضوح يقول إن النظام وطالما أنه عاندنا ولم يستجب لشروطنا المسبقة قبل الحوار (كمان نحن أصلو ما حا نشارك).. أين أنت يا أخي.. هل هو سوق (أم دفسو) أم ساحة سياسية..؟!
هل تمضي وقتك وعمرك وسنوات تقاعدك (وتبرمج بينا) أم لك قضية واضحة وأجندة محددة تريد تحقيقها؟.. وطالما أن شروطك تحققت من المفترض أن تقر بها، ثم تؤجل انتصاراتك الذاتية لوقت لاحق، فالبلاد لا يمكن أن تنتظر سنوات إضافية من الأزمة بسبب مكايدات سياسية و(كلام فارغ) ..!
ولا يمكن أن يتخيل أبوعيسى أننا سننتظره على جوعنا و(قرف) حالنا وضيقنا وحروبنا المتناسلة لأنه ومن معه لم يعترف لهم النظام بانتصار سياسي حققه للشعب السوداني البشير ومن حضر.
أنت لا تقود معارضة ضد النظام الآن.. أنت وبعد هذه القرارات تقود معارضة ضد مصلحة الوطن وضد البلد وضد الشعب الذي لا تكتوي بنيران الحروب والتشرد مثل أبنائه.. أنت يدك في الماء البارد يا أبوعيسى ورأسك على وسادة التكييف المركزي وحالك (زين) وتريد أن تتلاعب وتتاجر بمشاعر المواطنين وآلامهم وأحلامهم السياسية والاقتصادية..
نعم ستقتات من ثمار هذا الإنجاز لأنك ستجد الساحة مهيأة لممارسة العمل السياسي بالأساليب السياسية المعروفة.. أما لو خرجت عن القانون وشاركت في عمل مسلح لترويع المواطنين أو روجت له فلا تتجرأ وتأتي مرة أخرى عائداً بالشكوى والبكاء للشعب السوداني من عدم السماح لك بهذا العمل الخارج عن القانون.. نقول هذا لأن أبوعيسى وحين وجد أن ورطة المرحلة القادمة ستحرجه سارع بإنعاش علاقته بحملة السلاح ليصدر البيان المشترك بين التحالف والجبهة الثورية أمس الثلاثاء.. يؤكدون فيه استمرار التنسيق مع حملة السلاح..
فقط عليك أن تتذكر وبلغة القانون حين تقوم أنت أو أي شخص أو تنظيم بالتنسيق مع من يمارس القتل والترويع، فإن تنسيقك هذا يسمى (اشتراكاً جنائياً) وليس عملاً سياسياً..
* وأنت حر..
[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي