الجراد بمختلف ألوانه وأنواعه وطرق ( تحميرة وقلية ) معروضاً على صواني ( اطلس ) في كل زاوية من السوق قالت ( زهرة ) إحدى بائعات الجراد المخضرمات في سوق نيالا ان بضاعتها تجد اقبالا كبيرا فعلاوة على مذاقة الطيب والحاذق ، فإن للجراد فوائد طبية جمة فهو علاج للسكري وارتفاع ضغط الدم كما يزيل التوتر والعصبية ويبث في الجسد طاقة تجعل الرجال يفكرون في الزواج مرة اخرى على حد قولها واضافت : سوق الجراد المحمر والمشوي رائج جدا ، ليس في نيالا فحسب بل انه يـصُدر جاهزاً الي اسواق اخرى مثل امدرمان وقالت زهرة انها تختار افضل الجراد من الصيادين وتجري عملية فرز دقيقة لتختار ( المربى كويس ) ونقوم بتحميصه وقليه وتحميره بعد اضافة البهارات واردفت : ( لا اريد ان اكشف سر المهنة ) .! جنباً الي جنب الجراد تعزف طعمية اللوبيا سيمفونية الطعام النيالي ، فتستلقى على صوان مجاورة غير آبهة ولا عابئة بجيوش الذباب الغازية التي سرعان ما تلقى حتفها عندما توجه لها البائعات ضربات موجعة من ( منافض ) مصنوعة من ذيول الخراف والثيران فهلك منها الكثير ويحيا من حيا على غير بينة بينما الزبائن غير مكترثين لهذا اوذاك ، بل ( يلهوطنها ) بنهم ولعابهم يسيل بفعل الشطة والموشاة بالدكوة والليمون ليتجهوا بائعة (الجقجق) وهو فاكهة برية حلوة المذاق وطيبة الرائحة وتشبه التين حد التماثل غير انها ناشفة اكثر وللجقجق زبائن كثر يتزاحمون للحصول عليه ويعتقدون انه ( يريح البطن ) علاوة على ما يكتنزة من فيتامينات وحديد وفسفور وخلافه ولبعضهم مقولة شهيرة فيه : ( جقجق بلدنا ولا تفاح لبنان ) ، اذا نحن ندعوكم لتناول وجبة من الجراد وتحلية من الجقجق .. وماذا يخسر السجناء ؟!!
صحيفة حكايات