*رفيق صبانا صدقي فهمي – منذ أيام (أميرية) دبروسة – هاتفني معاتباً على خلفية الذي كتبنا عن (أزرق الناها!!) ..
*ولم يكتف بعتابه هو وإنما نقل إلي عتاب صديقٍ آخر كذلك هو السفير عمر دهب – بموسكو – وقد عجز عن مهاتفتي جراء تغييري رقم جوالي الذي يعرفه ..
*وخلاصة العتاب أن الرجل طريح الفراش الأبيض – بالمشفى – هذه الأيام ويؤذيه ما بمقدوره تحمله وهو بكامل عافيته ..
*وحين كان بكامل عافيته هذه – مثلاً – دبج قصيدةً في طول الـ(معلقات) يهجونا بها بسبب انتقادنا (تكالب!!) سفرائنا (شعراً) على بنت شنقيط ..
*وفور عودة وزيرة خارجية موريتانيا لنواكشوط – وقد كانت في زيارة للخرطوم – فوجئت بصحافة بلادها تعج بحكايات الغزل هذه ؛ وبالذي كتبنا ..
*ثم ما لثبت أن وجدت نفسها تطالع خطاب (الإعفاء!!) عوضاً عن قصائد الغزل من تلقاء السفير عبد الله الأزرق وإخوانه من شعراء خارجيتنا ..
*وما قلناه لصدقي – رداً على عتابه ذاك – أن نيتنا كانت تتجه نحو فكرة زيارة السفير الأزرق بمشفاه وليس وقف (التراشق) وحسب ..
*وأن النية هذه سابقة لمقترحٍ – في الشأن هذا – من جانب السفير (الشاعر) عمر دهب ..
*وأن أخلاقنا السودانوية – التي تميزنا عمن سوانا – لا يمكن أن يشذ عنها كاتب هذه السطور ..
*ولعل مايشفع لنا – بين يدي الذي فاقم من (آلام) الأزرق – أننا ما كتبنا ما كتبنا إلا بدافع من حسن النية وإن اكتسى ثياب السخرية ..
*فليس مما يعجبنا – كسودانيين – أن يوصف دبلوماسيونا بأنهم (شعراء) ينداحون (غزلاً) ما إن تحل بوزارتهم (ضيفةٌ !!) ذات حسن ..
*والآن إذ نتمنى للأزرق عاجل الشفاء نشهد بأن هجاءه لنا انطوى على قدرٍ من (الأدب) يتواءم وما جُبلت عليه طبائع السفراء ..
*فهو كان عفيفاً – غزلاً وهجاءاً – عفة جرير القائل :
يا أخت ناجية السلام عليكم قبل الرحيل وقبل لوم العذلِ …
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت ما لم أفعلِ …
*وأنه – دونما مبالغة – يمكن أن يُعد بمثابة جريرٍ هذا قياساً إلى زملائه شعراء (الناها) الدبلوماسيين ..
*بل وقياساً – ربما – إلى شعراء (الفصحى) في زماننا هذا أجمعين ..
*وإن كان للشعر (شيطانه) – يا أزرق – فإن للكتابة (إبليسها!!) كذلك ..
*ولا نقول لك مثل الذي قاله (بلدياتنا) ذاك حين أيقظه آذان الفجر بعد سهرٍ ذي (طرب)..
*فقد قال – حسبما حكى لأقرانه صباحاً – : (لعنت إبليس ورقدت !!) ..
*وإنما (نقوم) لنقول لك – بعد لعن إبليس -: (سلامتك) ….
*ومليون (ناها) بنت مكناس (فدايتك !!!!!) .
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة