تنطلق اليوم الإثنين في الهند أكبر انتخابات يشهدها العالم بمشاركة 815 مليون ناخب وتستمر حتى 12 مايو المقبل على أن تعلن النتائج يوم 16 من نفس الشهر، وهي النتائج التي ستغير الخارطة السياسية في الهند التي يهيمن عليها حزب المؤتمر الذي تقوده سلالة الزعيمين نهرو وغاندي، وفي حال فوزه – أي حزب المؤتمر- في هذه الانتخابات، وهو احتمال وراد ولكنه ضئيل – بحسب استطلاعات الرأي -، فإن مرشحه لرئاسة الوزراء سيكون الشاب راؤول غاندي، ولكن استطلاعات الرأي حتى قبل يوم من بداية الانتخابات تتوعد حزب المؤتمر بهزيمة بسبب الأداء الاقتصادي للحزب منذ الثمانينيات، ويراقب العالم عن كثب نتائج هذه الانتخابات واحتمال فوز حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المعارض بأغلبية المقاعد في البرلمان الهندي البالغة 543 مقعدا حتى وإن كانت أغلبية طفيفة يضطر معها الحزب للائتلاف مع أحزاب أخرى، ويعد الزعيم الهندوسي مودي حاكم ولاية كوجارات لثلاث مرات أكثر المرشحين إثارة للجدل داخل وخارج الهند، فخلال حملاته الانتخابية شن هجوما لفظيا عنيفا على خصومه في حزب المؤتمر وعلى زعيم حزب (آم أدمي) أي الرجل العادي القادم الجديد الذي ربما قلب الطاولة على الحزبين التقليدين في الهند، خصوصا أن زعيمه أرفيند كيجريوال قد فاز برئاسة وزراء حكومة العاصمة دلهي، ثم قدم استقالته لفشله في تمرير قانون يحارب الفساد، ما أكسبه شعبية كبيرة. الزعيم الهندوسي مودي الذي تصفه وسائل الإعلام الدولية بأوفر حظا، استفاد من أحاديث الفساد الحكومي والفضائح المالية في حكومة التحالف التقدمي المتحد بقيادة حزب المؤتمر، التي أثارت غضب الشارع ليكسب أصوات الجماهير، التي استمالها مودي خلال حملته بالحديث عن إحياء برنامج البنية التحتية وتوفير فرص عمل ومساعدة الطبقة المتوسطة النامية.
هذا الزعيم المثير للجدل بعد أن كان منبوذا من الغرب بسبب الاضطرابات الدينية في ولاية كوجارات العام 2002 التي راح ضحيتها ألف شخص غالبيتهم من المسلمين ويحمِّل الغرب مودي حاكم الولاية آنذاك المسؤولية في أحداث العنف الطائفي، ومنعت الولايات المتحدة مودي في العام 2005 من الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، ولكنها عندما تيقنت بأنه بات المرشح الأوفر حظا، قامت سفيرة الولايات المتحدة لدى الهند التي استقالت مؤخرا بزيارة إلى مودي في كوجارات وصرحت بعدها بأنه مرحب به في الولايات المتحدة.
التعثر الاقتصادي والفساد الذي أدى إلى تراجع ثقة الكثير من الهنود في حكومة حزب المؤتمر قد يدفعهم لانتخاب مودي رئيسا للوزراء، رغم تخوف الكثير منهم وخصوصا طبقة المفكرين والمثقفين الذين يعبرون من مخاوف كبيرة تهدد الحريات الثقافية والفكرية في ظل حكومة يقودها مودي الهندوسي المتشدد.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي