جامعات تشتغل

[JUSTIFY]
جامعات تشتغل

لم تعد الجامعات مؤسسات لتفريخ الكفاءات التي تدير شؤون البلاد، اي الخريجين الذين يشغلون المهن المختلفة، انما اضحى البحث العلمي من اوجب واجباتها ومن اهم شروط تميزها ومن اكبر معايير تقييمها وهذا البحث يمكن أن يتم في كليات الجامعات المختلفة على حسب التخصص او في المراكز البحثية العابرة للتخصصات التي تنشئها الجامعات لبحوث الدراسات العليا والبحوث التطبيقية الموجهة. للاسف الشديد أن جامعاتنا كلها تقريبا ما زال همها الاول التخريج وبلادنا ما شاء الله عليها ليس لديها ميزانية تذكر للبحث العلمي لذلك كان وما زال البحث العلمي في غاية التخلف عندنا.
ومع كل الذي تقدم كان يمكن للجامعات السودانية أن تقدم دراسات ذات قيمة فيما يتعلق بأوضاع البلاد المتردية مما جميعه فالدراسات غير البحوث التطبيقية لا تحتاج لكثير مال ولكنها للاسف لم تفعل وقد يكون ذلك راجعا للخوف من الاتهام بالانحراف عن الجادة الاكاديمية الى السياسة افتكر كلمة خوف دي حلوة فحقو نضع تحتها كم خط كدا,,مش ؟ ولكن الملاحظ انه ما إن اتجهت الحكومة للحوار مع المعارضين لها وكانت قمة ذلك الاتجاه خطاب الوثبة الشهير الا وبدأت الجامعات تتفاعل وبدأت الندوات العلمية والمشاريع السياسية تظهر فيها.
اقول هذا وبين يدي الآن ثلاث دعوات للمشاركة في جلسات تفاكرية حول الدستور وحول الحوار الوطني من ثلاث جامعات مختلفة لكن للأسف الشديد لحظت تعويل اصحاب الدعوات على السياسيين للتحدث او النقاش في تلك الجلسات (يا جماعة الخير السياسيين ديل ما كفاهم الحوار بتاع قاعة الصداقة )
“إن تأت متأخرا خير من أن لا تأتي”، وحتى ولو كنت مصطحبا السياسيين فحركة غول الجامعات الذي نام لعقود من الزمان يجب الترحيب باستيقاظه ولابد من تمثين جهود الذين تحركوا ولابد من حث الجامعات التي لم تتفاعل على أن تتحرك ويا حبذا لو حدث تنسيق بين تلك الجامعات على الاقل الموجود منها في العاصمة اذ يمكن أن يتلاقى اساتذة القانون والعلوم السياسية للاسهام في وضع مسودة الدستور ويلتقي اساتذة الاقتصاد لبحث المشكل الاقتصادي واساتذة الاجتماع لموضوع الهوية واساتذة الطب لوضع مشروع طبي وكذا الهندسة واللغات والتاريخ والبيطرة والزراعة كل مجموعة تضع لنا منفستو من تخصصها علما بأن اساتذة الجامعات ليسوا على قلب رجل واحد من ناحية سياسية ولكن حتى المسيسين منهم عندما يكونون في قاعات البحث ومع نظرائهم الاكاديميين سيكون عرضهم مختلفا وكل هذا سوف يضمن قومية وموضوعية الناتج.
سيكون جميلا لو تزامنت حركة الجامعات المقترحة اعلاه مع الحوار الدائر الآن بين الناشطين السياسيين ويمكن جدا لقاعات الحوار السياسي أن تستعين بالجامعات في تقديم الرؤية العلمية في مختلف المجالات. وأذهب الى اكثر من ذلك واقول إن الجامعات يمكن أن تكون بمثابة العقل للحراك الدائر الآن ولكن السؤال كيف يمكن أن يشتغل هذا العقل؟ فالشغل بالجاز؟ خلوها التشتغل.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]

Exit mobile version