خبير وباحث سوداني كشف لي سرا مهولا.. قال لي: (أبحاثنا مفبركة).. وطفق يشرح لى كيف أن (تسونامي الفساد) وصل حتى هنا.. في عمق قلاع العلم والأبحاث حيث لا ينفع منهج (الفبركة).
قال لي الباحث السوداني: “من يعتمد ويبني على نتائج أبحاثنا فسيضيع في ستين داهية!!!”.. وهي أبحاث في مجالات حيوية وخطيرة للغاية.. وقال لي الخبير الباحث.. إن عشرات بل مئات الأبحاث التي تفيض بها مراكز البحث هي مجرد (طبخ).. ووصف لي كيف أن بعض هذه الأبحاث تبنى عليها قرارات واستنتاجات وافتراضات تصنع واقعاً فاجعاً ومفجعاً..
وواقع الحال يمنح حديث الباحث كثيراً من المصداقية.. ففي ذاكرتي تصريح صحفي لوزير الصحة يكشف أن ٨٠٪ من التحاليل الطبية التي تجريها المعامل الطبية كاذبة في نتائجها.. تلك التحاليل التي يبني عليها الأطباء وصفة العلاج.. وقد يموت المريض لا من المرض بل من علاجه..
بصراحة.. إذا استخدمت المنطق الذي سرده القرآن في حيثيات بعث الأنبياء والرسل في مختلف الحقب فهناك.. نبي مرسل لأن قومه (طففوا الكيل والميزان) ونبي آخر مرسل لقوم اعوج مسلكهم الجنسي.. وثالث لقوم قهرهم الظلم السياسي.. بهذا المنطق فإن سودان اليوم في حاجة لمئة نبي.. ففي كل منحى ما يتطلب نبيا.. في الاقتصاد مطلوب نبي.. وفي التجارة نبي وفي الرياضة نبي.. أما في السياسة فمطلوب عشرة أنبياء.. وحتى الأبحاث في حاجة لنبي ينذر الباحثين شر التلاعب بالأبحاث خاصة تلك المؤذية مباشرة للإنسان..
لماذا نحن غارقون في هذا الطوفان.. طوفان الكذب والغش والخداع؟ الإجابة سهلة جداً (لا تحتاج إلى بطل) لاكتشافها.. على رأي الجنرال نورمان شوارزكوف قائد حرب عاصفة الصحراء في الخليج.. أتركها لكم.. لأنها من المعلوم بالضرورة..
الحيثيات التي قدمها الباحث لتبرير حالة الغش الطافحة في الأبحاث (مفجعة!)
أولا: ليست هناك أي ميزانيات مرصودة للأبحاث على وزن العبارة التي كان يكتبها أصحاب الباصات السفرية (العفش داخل البص على مسؤولية صاحبه)..
وثانياً ليس هناك (باحثون!!) بعد أن هاجر أصحاب الخبرات وبقي أصحاب الأعذار القاهرة التي تمنع الهجرة..
وثالثاً لأن الدولة نفسها تفترض أن الأبحاث ترف علمي يتسلى به (عديمو الشغلة).. فالمعامل ومكاتب الباحثين وبيئة عملهم لا تصلح حتى لمعيشة (فئران التجارب)..
ورابعاً وليس أخيراً؛ لأن لا أحد يحاسب أحدا.. والتعويل على الضمير المستتر لم يعد يجدي تحت وطأة حال كشاف حال..
كيف الحل.. طالما أن زمن الأنبياء ولى؟..
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]