نواجزه التي تنفرج أحياناً عن آخر زواياه تحمل بعض امتعاضاً لمحادثة أو تدخل هذا الأخير في دائرة الاحساس القميء بالخطأ أو أنه خارج دوائر المثالية والأصل أنه لا مثالية في هذا العالم المعاصر أو أنه من أرادها قحة أن يدفع كلفتها القاسية.. هو يرى الناس بكل أنواع الأخطاء ذاهبون إلى الهلاك وهم يروون بؤسهم ويعرفون ما لهم وما عليهم وليست لهم قدرة على تحمل أقل شيء.. هو يريد أن يحيد يمنية اليسار ويسارية اليمين والأصل أن المرء لا يدرك ما يتمناه دائماً. ولسان لهم «اننا معوجون» فلا اتجاه محدداً للمعوج صوب الاستواء.. بؤس الحياة يجعل هؤلاء «وهم» فإن لم تصل دائرة الوهم إليه بعد فليواصل الضحك حتى آخر النواجز وربما مع قليل من التبسمات الصفراء الباهتة تكتمل الصورة.
٭ جاء الرجل!
والرجل الذي لم يتحرك طوال سكونه في أيام عصيبات وهو يرى المزرعة الكبرى تتجفف من ناحية الأطراف يدعي أنه يستطيع تفجير المياه لكنه يحجم تأديباً للخفير فتكبر دائرة الجفاف من الأطراف للداخل ولكنه حينما يحس أن أمنه الغذائي مرتبطاً بهذه المزرعة يصل لقناعة لابد من اللحاق ومحاولة ممارسة الزحف المضاد للجفاف.. لكنه لم يعد ذلك الذي يتشدق بتفجير المياه لأن الجسر الذي يمر عبر المزرعة قد جرت تحته «هبوب الجفاف» أي أنه حتى لو اخرج وفجر المياه فإن قدرته اصبحت بالنسبة لمشكلة المزرعة محدودة جداً.. فلا فرح غامر بالإنتباه المتأخر ولا سبيل للتجاهل.. لكن هل يستطيع «الشيخ» اعادة المزرعة الى سابق عهدها بعدأن استولى جار المزرعة على ثلثها بوضع اليد.. فهل مجيئ الرجل سيعيدها لسيرتها الأولى.
٭ قلم رصاص!
عزيزتي تقول إننا في أوضاع «رصاصية».. في كل شيء.. في سجلات الحياة العامة يقول لا ثابت إلا التغيير.. فنحن في سجلات الأقدار مكتوبون بالرصاص وفي صحائف الناس قابلون للمسح والشطب.. إذن نحن في زمن العودة لاعادة المساحات والاختزال والمسح.. فقد بتنا في مهب الذهاب وإعادة التقسيم.. وربما يقرر كل منا حسب مناخه الداخلي انقسام وانفصال مكانه وزمانه باعتباره كان مكتوباً بالرصاص ليقرر الشطب مع إعادة الترسيم والتقسيم.. لنصبح دول داخل دول انفسنا، وجزر داخل العزل والابتعاد.. لذا جميعنا يحتاج أن يتبنى الوحدة الجاذبة مع الدنيا حتى يفرخ خارطة إحتمالية تجعله معززاً لإنسانيته وارضه وعرضه وكينونته.
٭ آخر الكلام
لم أعد انتظر عودتك على الحصان الأبيض فقد ولى زمن الأحلام الوردية.. وظهرت حقائق التخفي المحفية.. فعرفتك الآن «وهماً» قابلاً للتشظي والانقسام والردية.. فعذراً إن دخلت في دائرتهم الوهمية وجئت في توقيت خرجت منك كل قواعد اللعبة فقد صرت تماماً في خانة المتفرج.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]